______________________________
-
أبو سفيان: أسخن اللّه عين من قال: ليس هاهنا من يحتشم.
و العجيب أنهم يقولون
عنه أنّه مات مسلما، و أبو طالب مات كافرا.
لعنوا بما قالوا، نحن
أعلم بما يقولون، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فاصبر على ما يقولون.
و أكثر من هذا عجبا، و
أبعد منه غرابة، ما لفقته تلك العصابة، و افترته على الرسول من أنه (ص)- و حاشاه-
قال عنه أنّه في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، و أنّه منتعل بنعلين من نار يغلي
منهما دماغه.
و لا أدري و ليتني
أبدا لا أدري لما ذا يستحق أبو طالب هذا العذاب؟
أ لأنّه دافع عن رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله أم هو الحقد، و البغض لابن أبي طالب الذي
لعنته بالشام سبعين عاما
لعن اللّه كهلها و فتاها
ثمّ هل تريد أن أزيدك
و أزودك من أمثال هذه الأضاليل و الأباطيل، فأذكر لك ما رواه الزهري عن عروة بن
الزبير، عن عائشة قالت: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذ أقبل العباس
و علي فقال: يا عائشة إنّ هذين يموتان على غير ملتي، أو قال: ديني
و في أخرى بنفس السند
عنها أيضا قالت كنت عند النبيّ فقال: يا عائشة إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل
النار فانظري إلى هذين قد طلعا، فنظرت فإذا العباس و عليّ بن أبي طالب.
أسمعت هذا و بعد فهلا
ترفع يدك إلى الدعاء و تقول معي:
«اللّهمّ أدخلني النار
التي يقطن فيها عليّ بن أبي طالب، و اجعلني في الضحضاح الذي فيه أبو طالب، و لا
تدخلني الجنة التي يدخل فيها أبو سفيان، و معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية
فسلام على تلك النار، و لعنة اللّه على هذه الجنة».
و لو لا أبو طالب و ابنه
لما مثل الدين شخصا فقاما
فذاك بمكّة آوى و حامى
و ذاك بيثرب خاض الحماما
فلله ذا فاتحا للهدى
و للّه ذا للمعالي ختاما
توفي سلام للّه عليه
في (26) رجب في آخر السنة العاشرة من مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و رثاه
أمير المؤمنين (ع) بقوله: