responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 235

احتجاجه ع على من قال بزوال الأدواء بمداواة الأطباء دون الله سبحانه و على من قال بأحكام النجوم من المنجمين و غيرهم من الكهنة و السحرة

وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَاعِداً ذَاتَ يَوْمٍ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ الْمُدَّعِينَ لِلْفَلْسَفَةِ وَ الطِّبِّ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ بَلَغَنِي خَبَرُ صَاحِبِكَ وَ أَنَّ بِهِ جُنُوناً وَ جِئْتُ لِأُعَالِجَهُ فَلَحِقْتُهُ قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ وَ فَاتَنِي مَا أَرَدْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدْ قِيلَ لِي إِنَّكَ ابْنُ عَمِّهِ وَ صِهْرُهُ وَ أَرَى بِكَ صُفَاراً قَدْ عَلَاكَ وَ سَاقَيْنِ دَقِيقَيْنِ وَ لَمَا أَرَاهُمَا تَقِلَّانِكَ فَأَمَّا الصُّفَارُ فَعِنْدِي دَوَاؤُهُ وَ أَمَّا السَّاقَانِ الدَّقِيقَانِ فَلَا حِيلَةَ لِي لِتَغْلِيظِهِمَا وَ الْوَجْهُ أَنْ تَرْفُقَ بِنَفْسِكَ فِي الْمَشْيِ تُقَلِّلُهُ وَ لَا تُكَثِّرُهُ- وَ فِيمَا تَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِكَ وَ تَحْتَضِنُهُ بِصَدْرِكَ أَنْ تُقَلِّلَهُمَا وَ لَا تُكَثِّرَهُمَا فَإِنَّ سَاقَيْكَ دَقِيقَانِ لَا يُؤْمَنُ عِنْدَ حَمْلِ ثَقِيلٍ انْقِصَافُهُمَا وَ أَمَّا الصُّفَارُ فَدَوَاؤُهُ عِنْدِي وَ هُوَ هَذَا وَ أَخْرَجَ دَوَاءَهُ وَ قَالَ-

______________________________
- أبو سفيان: أسخن اللّه عين من قال: ليس هاهنا من يحتشم.

و العجيب أنهم يقولون عنه أنّه مات مسلما، و أبو طالب مات كافرا.

لعنوا بما قالوا، نحن أعلم بما يقولون، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فاصبر على ما يقولون.

و أكثر من هذا عجبا، و أبعد منه غرابة، ما لفقته تلك العصابة، و افترته على الرسول من أنه (ص)- و حاشاه- قال عنه أنّه في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، و أنّه منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه.

و لا أدري و ليتني أبدا لا أدري لما ذا يستحق أبو طالب هذا العذاب؟

أ لأنّه دافع عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أم هو الحقد، و البغض لابن أبي طالب الذي‌

لعنته بالشام سبعين عاما

لعن اللّه كهلها و فتاها

ثمّ هل تريد أن أزيدك و أزودك من أمثال هذه الأضاليل و الأباطيل، فأذكر لك ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذ أقبل العباس و علي فقال: يا عائشة إنّ هذين يموتان على غير ملتي، أو قال: ديني‌

و في أخرى بنفس السند عنها أيضا قالت كنت عند النبيّ فقال: يا عائشة إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا، فنظرت فإذا العباس و عليّ بن أبي طالب.

أسمعت هذا و بعد فهلا ترفع يدك إلى الدعاء و تقول معي:

«اللّهمّ أدخلني النار التي يقطن فيها عليّ بن أبي طالب، و اجعلني في الضحضاح الذي فيه أبو طالب، و لا تدخلني الجنة التي يدخل فيها أبو سفيان، و معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية فسلام على تلك النار، و لعنة اللّه على هذه الجنة».

و لو لا أبو طالب و ابنه‌

لما مثل الدين شخصا فقاما

فذاك بمكّة آوى و حامى‌

و ذاك بيثرب خاض الحماما

فلله ذا فاتحا للهدى‌

و للّه ذا للمعالي ختاما

توفي سلام للّه عليه في (26) رجب في آخر السنة العاشرة من مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و رثاه أمير المؤمنين (ع) بقوله:

أبا طالب عصمة المستجير

و غيث المحول و نور الظلم‌

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ

فصلّى عليك ولي النعم‌

و لقاك ربك رضوانه‌

فقد كنت للطهر من خير عم.

.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست