responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 202

فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَهُ إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُهُ وَ لَتَجَزَّأَ كُنْهُهُ وَ لَامْتَنَعَ مِنَ الْأَزَلِ مَعْنَاهُ وَ لَكَانَ لَهُ وَرَاءٌ إِذَا وُجِدَ لَهُ أَمَامٌ وَ لَالْتَمَسَ التَّمَامَ إِذْ لَزِمَهُ النُّقْصَانُ وَ إِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْمَصْنُوعِ فِيهِ وَ لَتَحَوَّلَ دَلِيلًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَدْلُولًا عَلَيْهِ‌[1] وَ خَرَجَ بِسُلْطَانِ الِامْتِنَاعِ مِنْ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ مَا يُؤَثِّرُ فِي غَيْرِهِ‌[2] الَّذِي لَا يَحُولُ وَ لَا يَزُولُ وَ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْأُفُولُ‌[3] لَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مَوْلُوداً وَ لَمْ يُولَدْ فَيَصِيرَ مَحْدُوداً[4] جَلَّ عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ وَ طَهُرَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ لَا تَنَالُهُ الْأَوْهَامُ فَتُقَدِّرَهُ وَ لَا تَتَوَهَّمُهُ الْفِطَنُ فَتُصَوِّرَهُ وَ لَا تُدْرِكُهُ الْحَوَاسُّ فَتُحِسَّهُ وَ لَا تَلْمِسُهُ الْأَيْدِي فَتَمَسَّهُ وَ لَا يَتَغَيَّرُ بِحَالٍ وَ لَا يَتَبَدَّلُ بِالْأَحْوَالِ وَ لَا تُبْلِيهِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامُ وَ لَا يُغَيِّرُهُ الضِّيَاءُ وَ الظَّلَامُ وَ لَا يُوصَفُ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَجْزَاءِ وَ لَا الْجَوَارِحِ وَ الْأَعْضَاءِ وَ لَا بِعَرَضٍ مِنَ الْأَعْرَاضِ وَ لَا بِالْغَيْرِيَّةِ وَ الْأَبْعَاضِ وَ لَا يُقَالُ لَهُ حَدٌّ وَ لَا نِهَايَةٌ وَ لَا انْقِطَاعٌ وَ لَا غَايَةٌ وَ لَا أَنَّ الْأَشْيَاءَ تَحْوِيهِ فَتُقِلَّهُ أَوْ تُهْوِيَهُ وَ لَا أَنَّ شَيْئاً يَحْمِلُهُ فَيُمِيلَهُ أَوْ يُعَدِّلَهُ‌[5] لَيْسَ فِي الْأَشْيَاءِ بِوَالِجٍ وَ لَا عَنْهَا بِخَارِجٍ يُخْبِرُ لَا بِلِسَانٍ وَ لَهَوَاتٍ-


[1] الحركة سواء كانت بمعناها الفلسفي الذي هو:( الخروج من القوّة إلى الفعل) أو بمعناها الفيزيائي الذي هو:( الانتقال من مكان إلى آخر) فهي تتقوم بالتدرج و الانتقال من حال الى حال و من مكان إلى آخر و تخلع صورة و تلبس اخرى و تصل الى جزء و تنفصل عن سابقه و هكذا، و يقابلها السكون الذي هو:( التوقف و الخمود فيما يقبل الحركة): و الحركة و السكون كلاهما من الحوادث المستندة في وجودها إلى علة و حيث ثبت أن لا موجد الا اللّه و لا خالق سواه فيكون هو الذي خلقهما و أجراهما على نفسه، و أحدثهما في ذاته، و لاستحالة أن يكون مخلوقه جزء ذاته، نفى أمير المؤمنين( ع) ذلك في صورة استفهام إنكاري في قوله:( و كيف يجري عليه ما هو أجراه و يعود إليه ما هو أبداه، و يحدث فيه ما هو أحدثه؟!!) ثم أنه( ع) شرع في إقامة الأدلة على استحالة هذه النسبة فقال:

1-« إذا لتفاوتت ذاته» أي: تغيرت. لا؟؟؟ تكون متحركة تارة و ساكنة اخرى فالحركة و السكون من الحوادث المتغيرة، فيكون محلا للحوادث، و ذلك من لوازم الإمكان فيكون واجب الوجود ممكن الوجود، و هو مستحيل.

2-( و لتجزأ كنهه) لأن الحركة و السكون من لوازم الأجسام و الأجسام مركبة فيلزم حقيقته التركيب و هو باطل.

3-( و لامتنع من الأزل معناه) لأنّ الحركة و السكون من لوازم الأجسام الحادثة و الحادث لا يكون أزليا.

4-( و لكان له وراء إذ وجد له أمام) إذ لو جرت عليه الحركة لكان له أمام يتحرك نحوه و حينئذ يلزم أن يكون له وراء لأنهما أمران إضافيان لا ينفك أحدهما عن الآخر و حينئذ يكون له وجهان و كل ذي وجهين منقسم و كل منقسم ممكن.

5-( و لا التمس التمام إذ لزمه النقصان) إذ هو في حركته يتوجه نحو غاية اما لجلب نفع او لدفع ضرر، و ذلك كمال مطلوب له لنقصان لازم لذاته و ذلك يستلزم الإمكان فهو باطل.

و« إذا لقامت آية المصنوع فيه» و ثبت إمكانه و حدوثه« و لتحول دليلا» يستدل بوجوده على خالقه« بعد أن كان مدلولا عليه».

[2] أي حرج بسلطان امتناعه التجردي، و عدم شموله بحد، و دخوله تحت العدد و امتناعه عن نظر العيون، و عدم جريان الحركة و السكون عليه خرج بهذا السلطان من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره من الممكنات.

[3] لا يحول: لا يتغير. و الأفول: الغيبة.

[4] الولادة تحصل بانفصال شي‌ء عن آخر من جنسه و نوعه، فالوالد و الولد يشتركان في النوع و الصنف و العوارض، و لا يكون هذا الانفصال و التجزي الا بواسطة المادة القابلة للتجزئة، و إذا كان كذلك فهو متولد من مادة و صورة و يحتمل أن يكون المراد بالمولود المخلوق، فيكون المعنى لم يلد فيثبت كونه جسما مخلوقا. و على كلا التقديرين سواء كان مولودا من مادة و صورة، أو كان جسما مخلوقا، فإنه يكون محدودا بالحدود المنطقية، و الأبعاد الهندسية.

[5] لا تناله الأوهام فتقدره بمقدار و كم و شكل و كيف، و الفطنة سرعة الفهم و لا تتوهمه الفطن فتصوره بصور خيالية او عقلية، و لا تدركه الحواس بنحو المباشرة و لا تلمسه و تحسه الأيدي بنحو المماسة، و لا يتغير أبدا و لا يوصف بالغيرية و الابعاض فصفاته لا يغاير-- بعضها بعضا، و ليس هو بذي مكان يحويه، فيرتفع بارتفاعه و ينخفض بانخفاضه، كما أنّه غير محمول على شي‌ء فيميله إلى جانب، أو يعدله على ظهره من غير ميل.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست