responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 198

لِي مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ لَهَا أَنَا عَلِيٌّ فَقَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ ص عَلَى حَاجَةٍ فَانْصَرَفْتُ مُسْتَحْيِياً فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي رَجَعْتُ مِنْهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَجَدْتُ فِي قَلْبِي مَا لَا أَسْتَطِيعُ عَلَيْهِ صَبْراً وَ قُلْتُ النَّبِيُّ ص عَلَى حَاجَةٍ وَ عَائِشَةُ فِي الدَّارِ فَرَجَعْتُ فَدَقَقْتُ الْبَابَ الدَّقَّ الَّذِي سَمِعْتَهُ فَسَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنْتَ تَقُولُ لَهَا أَدْخِلِي عَلِيّاً فَقَالَ النَّبِيُّ ص أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ هَكَذَا يَا حُمَيْرَاءُ مَا حَمَلَكِ عَلَى هَذَا؟

قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ يَكُونَ أَبِي يَأْكُلُ مِنْ هَذَا الطَّيْرِ فَقَالَ لَهَا مَا هُوَ بِأَوَّلِ ضِغْنٍ بَيْنَكِ وَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَ قَدْ وَقَفْتُ [عَلَى مَا فِي قَلْبِكِ‌] لِعَلِيٍّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَتُقَاتِلِنَّهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ تَكُونُ النِّسَاءُ يُقَاتِلْنَ الرِّجَالَ؟

فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ إِنَّكِ لَتُقَاتِلِينَ عَلِيّاً- وَ يَصْحَبُكِ وَ يَدْعُوكِ إِلَى هَذَا نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَ أَصْحَابِي‌[1] فَيَحْمِلُونَكِ عَلَيْهِ وَ لَيَكُونَنَّ فِي قِتَالِكِ لَهُ أَمْرٌ يَتَحَدَّثُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ عَلَامَةُ ذَلِكِ أَنَّكِ تَرْكَبِينَ الشَّيْطَانَ ثُمَّ تُبْتَلَيْنَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغِي إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقْصَدُ بِكِ إِلَيْهِ فَتَنْبَحُ عَلَيْكِ كِلَابُ الْحَوْأَبِ فَتَسْأَلِينَ الرُّجُوعَ فَتَشْهَدُ عِنْدَكِ قَسَامَةُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا مَا هِيَ كِلَابَ الْحَوْأَبِ فَتَنْصَرِفِينَ إِلَى بَلَدٍ أَهْلُهُ أَنْصَارُكِ‌[2] وَ هُوَ أَبْعَدُ بِلَادٍ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ السَّمَاءِ وَ أَقْرَبُهَا إِلَى الْمَاءِ وَ لَتَرْجِعِنَّ وَ أَنْتِ صَاغِرَةٌ غَيْرُ بَالِغَةٍ مَا تُرِيدِينَ وَ يَكُونُ هَذَا الَّذِي يَرُدُّكِ مَعَ مَنْ يَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ إِنَّهُ لَكِ خَيْرٌ مِنْكِ لَهُ وَ لَيُنْذِرَنَّكِ بِمَا يَكُونُ الْفِرَاقَ بَيْنِي وَ بَيْنَكِ فِي الْآخِرَةِ وَ كُلُّ مَنْ فَرَّقَ عَلِيٌّ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ بَعْدَ وَفَاتِي فَفِرَاقُهُ جَائِزٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهُ لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مَا تَعِدُنِي- فَقَالَ لَهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَكُونَنَّ مَا قُلْتُ حَقٌّ كَأَنِّي أَرَاهُ ثُمَّ قَالَ لِي قُمْ يَا عَلِيُّ فَقَدْ وَجَبَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ حَتَّى آمُرَ بِلَالًا بِالْأَذَانِ فَأَذَّنَ بِلَالٌ وَ أَقَامَ وَ صَلَّى وَ صَلَّيْتُ مَعَهُ وَ لَمْ يَزَلْ فِي الْمَسْجِدِ.

احتجاجه ع فيما يتعلق بتوحيد الله و تنزيهه عما لا يليق به من صفات المصنوعين من الجبر و التشبيه و الرؤية و المجي‌ء و الذهاب و التغيير و الزوال و الانتقال من حال إلى حال في أثناء خطبه و مجاري كلامه و مخاطباته و محاوراته‌

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ وَ لَا يُحْصِي نِعَمَهُ الْعَادُّونَ وَ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ الْمُجْتَهِدُونَ-[3]


[1] يريد بأهل بيته المعنى العام لأهل بيت الرجل أي: أقاربه و المقصود هنا هو« الزبير بن العوام» و ليس المقصود من أهل البيت المعنى الخاص المقصور على الخمسة من أصحاب الكساء، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

[2] و في نسخة« فتصيرين» بدل تنصرفين.

[3] الحمد: هو الثناء على الجميل من نعمة و غيرها، و البلوغ: هو الوصول أو المشارفة. و المدحة: فعلة من المدح و هي:--« الهيئة» كالجلسة للجالس، و الركبة للراكب و الاحصاء: إنهاء العدد و الإحاطة بالمعدود و المجتهد من اجتهد في الأمر إذا بذل وسعه و طاقته في طلبه.

في الجملة الأولى: إشارة إلى العجز عن القيام بالثناء عليه سبحانه كما يستحقه و كما هو أهله، و هي في معنى قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله:« لا احصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»

و في الجملة الثانية: اعتراف بالقصور عن القدرة على حصر أنعم اللّه على تعدّدها و كثرتها بحيث لا يحيط بها حصر الإنسان، و هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى‌« وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها».

و في الثالثة اعتراف بالعجز عن أداء شكر المنعم، و أداء حقه اللازم على العباد مهما بذلوا من جهد، فكل حركة و سكون يصدران من الإنسان مستندان إلى وجوده تعالى و هي نعمة منه تعالى على عباده و لذا جاء في الأثر: أنّ موسى( ع) سأل ربّه قائلا:« يا ربّ كيف أشكرك و أنا لا أستطيع أن أشكر إلّا بنعمة ثانية من نعمك» فأوحى اللّه تعالى إليه:« إذا عرفت هذا فقد شكرتني».

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست