[1] تفسير الطبريّ ج 15 ص 73 و القرطبيّ ج 10 ص
283 من طريق سهل بن سعد قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بني أميّة
ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتّى مات. و أنزل اللّه
تعالى وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً
لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما
يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً الإسراء- 60.
[2] أبو ذرّ الغفاري- و اسمه جندب- بالجيم
المضمومة و النون الساكنة و الدال غير المعجمة المفتوحة و الباء المنقطة تحتها
نقطة- ابن جنادة- بالجيم المضمومة و النون و الدال بعد الألف غير المعجمة- و قيل
جندب بن السكن و قيل بريده بن جنادة عبد اللّه بن الصامت قال: قال لي أبو ذر:« يا
ابن أخي صلّيت قبل الإسلام بأربع سنين» قلت له من كنت تعبد؟ قال:« إله السماء» قلت
فأين كانت قبلتك؟ قال:« حيث وجهني اللّه عزّ و جل».
و هو رابع من أسلم من الرجال فأول
من أسلم عليّ بن أبي طالب، ثمّ أخوه جعفر الطيار، ثمّ زيد بن حارثة، و كان أبو ذرّ
رحمه اللّه رابعهم.
و أمره رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله بالرجوع إلى أهله و قال له:« انطلق إلى بلادك حتّى يظهر أمرنا» فرجع
إليها حتّى ظهر أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فهاجر إلى المدينة و آخى
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين المنذر بن عمرو في المؤاخاة الثانية، و
هي مؤاخاة الأنصار مع المهاجرين بعد الهجرة بثمانية أشهر، ثمّ شهد مشاهد رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
و فيه قال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله: ما أظلّت الخضراء و ما أقلّت الغبراء على ذي لهجة اصدق من ابي ذرّ،
يعيش وحده و يموت وحده و يحشر وحده و يدخل الجنة وحده و قال( ص): أبو ذرّ، في أمتي
شبيه عيسى بن مريم في زهده و ورعه.
و قال أمير المؤمنين( ع): وعى أبو
ذرّ علما عجز الناس عنه، ثمّ أولى عليه فلم يخرج شيئا.
و عن أبي عبد اللّه( ع): دخل أبو
ذرّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و معه جبرئيل فقال جبرئيل: من هذا يا
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ قال أبو ذر.
قال: أما أنّه في السماء أعرف منه
في الأرض سل عن كلمات يقولهن إذا أصبح قال: فقال يا أبا ذر كلمات تقولهنّ إذا
أصبحت فما هنّ؟ قال: يا رسول اللّه:« اللّهمّ إنّي أسألك الإيمان بك و التصديق
بنبيك، و العافية من جميع البلايا، و الشكر على العافية، و الغنى عن شرار الناس».
و بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله لم يرتد أبو ذر، و امتنع عن البيعة لأبي بكر، و أنكر عليه قيامه مقام
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و غصبه للخلافة، و هو أحد الأركان الأربعة و هم:
سلمان و المقداد، و حذيفة، و أبو ذر، و ممن حضر تشييع فاطمة، و لزم عليّا( ع) و
جاهر بذكر مناقب أهل البيت، و مثالب أعدائهم، و صبر على المشقة و العناء.
و ما كانت تأخذه في اللّه لومة
لائم. و كان يقول: أوصاني خليلي بست:
حب المساكين، و أن انظر إلى من هو
فوقي، و أن أقول الحق و إن كان مرّا، و أن لا تأخذني في اللّه لومة لائم.
و قال له فتى من قريش مرة: أ ما
نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فقال: أ رقيب أنت عليّ؟ فو الذي نفسي بيده لو وضعتم
الصمامة هاهنا، ثمّ ظننت أنّي منفذ كلمة سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله قبل أن تحتزوا لأنفذتها.
و بينا هو واقف مع رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله يوما إذ قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:« يا أبا
ذر أنت رجل صالح و سيصيبك بلاء بعدي». قال أبو ذر: في اللّه؟ قال:« في اللّه» فقال
أبو ذر: مرحبا بأمر اللّه.-.- و لما قام ثالث القوم نافجا حضنيه- كما قال أمير
المؤمنين( ع)- بين نثيله و معتلفه و قام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضم الإبل
نبتة الربيع كان من الطبيعي أن يشتد نكير أبي ذر على الدولة الأموية، و السلالة
الخبيثة، و الشجرة الملعونة.
فأرسل إليه عثمان« 200» دينار بيد
موليين له و قال لهما انطلقا إلى أبي ذر و قولا له: إنّ عثمان يقرؤك السلام و
يقول: هذه« 200» دينار فاستعن بها على ما نابك. فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من
المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا: لا. فردها عليه.
و دخل يوما على عثمان، و كانوا
يقتسمون مال عبد الرحمن بن عوف و كان عنده كعب فقال عثمان لكعب: ما تقول فيمن جمع
هذا المال فكان يتصدق منه، و يعطي في السبل و يفعل و يفعل؟ قال كعب: إني لأرجو له
خيرا، فغضب أبو ذرّ و رفع العصا على كعب و قال:
« يا ابن اليهودية أنت تعلمنا
معالم ديننا، و ما يدريك ليودنّ صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع
السويداء من قلبه».
و لما اشتد إنكاره على عثمان نفاه
إلى الشام، فواصل النكير على عثمان و معاوية، و كان يقول: و اللّه إنّي لأرى حقا
يطمى، و باطلا يحيى، و صادقا مكذبا، و أثرة بغير تقى و صالحا مستأثرا عليه.
فكتب معاوية بذلك إلى عثمان فكتب
إليه أن احمل أبا ذر على باب صعبة، و قتب ثمّ ابعث من ينجش به نجشا عنيفا حتّى
يدخل به عليّ
ثمّ نفاه عثمان إلى الربذة و شيعه
عند خروجه إلى الربذة أمير المؤمنين، و الحسن و الحسين( ع) و مات رحمه اللّه في
الربذة سنة( 32) و صلّى عليه ابن مسعود.
خلاصة العلامة ص 36، رجال الكشّيّ
ص 27 تهذيب التهذيب ج 12 ص 90 حلية الأولياء ج 1 ص 156، صفة الصفوة ج 1 ص 238 و ج
1 من رجال المامقاني، و رجال الشيخ الطوسيّ ص 13- 36.