responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 13

[مقدمة المؤلف‌]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

الحمد لله المتعالي عن صفات المخلوقين المنزه عن نعوت الناعتين المبرأ مما لا يليق بوحدانيته المرتفع عن الزوال و الفناء بوجوب إلهيته الذي استعبد الخلائق بحمد ما تواتر عليهم من نعمائه و ترادف لديهم من حسن بلائه و تتابع من أياديه و عواطفه و تفاقم من مواهبه و عوارفه جم عن الإحصاء عددها و فاق عن الإحاطة بها مددها و خرست ألسن الناطقين بالشكر عليها عن أداء ما وجب من حقها لديها.

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يثقل بها ميزان العارفين و تبيض بها وجوههم يوم الدين و أشهد أن محمدا عبده المصطفى و رسوله المجتبى خاتم الرسل و الأنبياء و سيد الخلائق كلهم و الأصفياء و أن وصيه علي بن أبي طالب ع خير وصي و خير إمام ولي و أن عترته الطاهرة خير العتر- الأئمة الهادية الاثنا عشر أمناء الله في بلاده و حججه على عباده- بهم تمت علينا نعمته و علت كلمته- اختارهم للبرية إظهارا للطفه و حكمته و إنارة لأعلام عدله و رحمته فانزاحت بهم علة العبيد و زهق باطل كل مستكبر عنيد بأن عصمهم من الذنوب و برأهم من العيوب حفظا منه للشرائع و الأحكام و سياسة لهم و هيبة لأهل المعاصي و الآثام و زجرا عن التغاشم و التكالب و ردعا عن التظالم و التواثب و تأديبا بهم لأهل العتو و العدوان و رفعا لما تدعو إليه دواعي الشيطان و لم يمهلهم سدى بلا حجة فيهم معصوم إما ظاهر مشهور أو غائب مكتوم‌ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بعد الحجة و لا يلتبس عليهم في دينه المحجة و لم يجعل إليهم اختياره لعلمه بأنهم لا يعلمون أسراره و لأنه عز و جل متعال عن فعل شي‌ء لا يجوز عليه مثل تكليف ما لا يهتدي العباد إليه و قد نزه نفسه عن أن يشرك به أحدا في الاختيار حيث قال‌ وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌ ثم إن الذي دعاني إلى تأليف هذا الكتاب عدول جماعة من الأصحاب عن طريق الحجاج جدا و عن سبيل الجدال و إن كان حقا و قولهم إن النبي ص و الأئمة ع لم يجادلوا قط و لا استعملوه و لا للشيعة فيه إجازة بل نهوهم عنه و عابوه فرأيت عمل كتاب يحتوي على ذكر جمل من محاوراتهم في الفروع و الأصول- مع أهل الخلاف و ذوي الفضول قد جادلوا فيها بالحق من الكلام و بلغوا غاية كل مرام.

و إنهم ع إنما نهوا عن ذلك الضعفاء و المساكين من أهل القصور عن بيان الدين دون المبرزين في الاحتجاج الغالبين لأهل اللجاج فإنهم كانوا مأمورين من قبلهم بمقاومة الخصوم و مداواة الكلوم‌[1] فعلت بذلك منازلهم و ارتفعت درجاتهم و انتشرت فضائلهم.


[1] الكلوم: جمع كلم- بفتح فسكون- و هو الجرح.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست