نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 5
بسم الله الرّحمن
الرّحيم
والصلاة والسلام على
محمد المبعوث رحمة للعالمين
تقديم
لا ريب في أن
القرآن الكريم كمصدر تاريخي ، إنما هو أصدق المصادر وأصحها على الإطلاق ، فهو
موثوق السند ، ثم هو قبل ذلك وبعده ، كتاب الله الذي (لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ)[١].
ومن ثم فلا
سبيل إلى الشك في صحة نصه بحال من الأحوال ، لأنه ذو وثاقة تاريخية لا تقبل الجدل
، ذلك لأن القرآن الكريم إنما دون في البداية بإملاء الرسول ـ صلوات الله وسلامه
عليه ـ وتلي فيما بعد وحمل تصديقه النهائي قبل أن ينتقل ـ عليه أفضل الصلاة
والسلام ـ إلى الرفيق الأعلى [٢] ، ولأن القصص القرآني إنما هو أنباء وأحداث تاريخية لم
تلتبس بشيء من الخيال ، ولم يدخل عليها شيء غير الواقع [٣].
ثم إن الله
سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظه دون تحريف أو تبديل ، يقول عزّ من قال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)[٤] ، ويقول (إِنَّ عَلَيْنا
جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، ثُمَّ إِنَّ
عَلَيْنا بَيانَهُ)[٥] ، ومن ثم فلم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف
والتبديل وانقطاع السند ، حيث لم يتكفل الله بحفظها ، بل وكلها إلى حفظ الناس ،
فقال