نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 393
هذا ، وقد ذهب
بعض الباحثين مذاهب شتى في تفسيرهم لهذا النص ، فمنهم من رأى أن النص إنما يشير
إلى حملة أبرهة على مكة المكرمة في العام المعروف بعام الفيل [١] ، وذهب آخرون إلى أنه إنما يشير إلى غزو قام به أبرهة
تمهيدا لحملة كبيرة كان ينوي القيام بها إلى أعالي شبه الجزيرة العربية ، غير أنه
توقف عند مكة [٢] ، هذا في الوقت الذي يرفض فيه فريق ثالث أن يربط بين
هذه الحملة ، وحملة عام الفيل على مكة ، إذ يرون أن هذه الحملة قد تمت في عام ٥٤٧
م ، بينما كانت الاخرى في عام ٥٦٣ م [٣] ، هذا وهناك فريق رابع يتجه إلى أن النص إنما يتحدث عن
معركتين ، الواحدة قادها أبرهة في «حلبان» ، والثانية قامت بها مجموعة قبائل في «تربة»
في بلاد بني عامر [٤] ، وربما على مبعدة ثمانين ميلا إلى الجنوب الشرقي من
الطائف [٥].
(٢) بناء القليس
استقرت الأمور
لأبرهة في اليمن بعد القضاء على الثورات التي هبت ضده ، وبعد أن بسط نفوذه على
قبائل معد ، وبعد أن نجح في إيجاد علاقات من نوع ما مع أمراء الحيرة ، وبعد أن
انتهى من ترميم سد مأرب ، ومن ثم فقد عمد إلى نشر المسيحية ومحاربة الأديان الأخرى
في
[١] جواد علي ٣ / ٤٩٥
وكذاLe Museon ,٥٦٩١ ,٣ ـ ٤ ,P.٦٢٤ وكذا انظر F. Altheim and R, Stieht,
Araber und Sasaniden, Berlin, ٤٥٩١, P. P. ٠٠٢ ـ ٧٠٢
F. Althiem
[٢] Le Museon ,٥٦٩١ ,٣ ـ ٤ ,P.٦٢٤ وكذا انظرW.Caskel ,Entdeckangen in
Arabien P.٠٣