نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 368
بل إن «ثيوفانس» و «سدرينوس» قد حدداها بالعام الخامس من حكم هذا القيصر (أي
عام ٥٢٣ م) ، وأن سبب قيام الحملة إنما كان تعذيب ذي نواس ـ الذي قتل في المعارك ـ
لنصارى نجران ، على أنهما يتحدثان كذلك عن غزو آخر قام به الملك الحبشي «أداد» ضد «دمياتوس»
، وأن هذا الغزو الأخير قد حدث في العام الخامس عشر من عهد القيصر «جستنيان» ٥٢٧ ـ
٥٦٥ م) ، أي في عام ٥٤٢ م [١].
وهناك رواية
يونانية إلى أن «ذا نواس Dunaas» ملك حمير ، قد عذب نصارى نجران
في العام الخامس من عهد الأمبراطور «جستين» (أي عام ٥٢٣ م) ، ومن ثم فقد قام نجاشي
الحبشة بغزو حمير ، ففر ذو نواس إلى الجبال ، حتى إذا ما واتته الفرصة انقض على
الجيش الحبشي ، فأباده واحتل نجران ، مما اضطر الأحباش إلى القيام بحملة ثانية ،
انتصرت على الملك الحميري ، وعينت مكانه «أبرهة Abrames» [٢].
ولعل من أهم
الوثائق المسيحية التي تتصل بتعذيب نصارى نجران ، إنما هي «رسالة مار شمعون» أسقف
بيت رشام إلى رئيس أساقفة «دير جبلة» ، يصف فيها ما سمعه من شهود عيان من أهل
اليمن عن تعذيب نصارى نجران ، وما لا قوة هناك من صنوف التعذيب ، ثم يتحدث بعد ذلك
«مار شمعون» في رسالته عن الرسالة التي ارسلها ملك حمير إلى ملك الحيرة ، وفيها
يطلب منه أن يفعل بنصارى مملكته ، ما فعله هو بنصارى نجران ، وأن شمعون قد تأكد
بنفسه من الحادث ، وذلك حين أرسل من قبله رسولا ليأتيه بالخبر اليقين ، ومن ثم فقد
وجه شمعون نداء إلى كل الأساقفة الرومان ، وإلى بطريق الإسكندرية ، وإلى أحبار