نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 330
مهتما بالإصلاح الزراعي ، وكما نعرف من نقش (هاليفى ٣٤٩) فإنه قد أمر
بتوسيع مدينة «تشق» ، كما أمر بتحسين وسائل الري ، وباستصلاح الأراضي المحيطة
بالمدينة واستغلالها في الزراعة [١].
وعلى أي حال ،
فلقد جاء بعد «ذمار علي وتار» ولده «سمه علي نيوف» الذي ينسب إليه أنه صاحب فكرة
ومنفذ أكبر مشروع للري عرفته بلاد العرب ، وذلك بالرغم من أن سكان مأرب كانوا ذوي
خبرة بشئون الري ، إلا أن سدودهم كانت بدائية ، حتى جاء «سمه على نيوف» وأحدث
تطورا خطيرا في وسائل الري ، وذلك حين شيد سد «رحب» للسيطرة على مياه الأمطار
والاستفادة من السيول ، وهكذا بدأ المشروع العظيم والذي عرف في التاريخ باسم «سد
مأرب» الذي نما على مر الأيام ، حتى اكتمل في نهاية القرن الثالث الميلادي على
أيام «شمر يهرعش» [٢] ، فنظم وسائل الري وأضاف مساحات كثيرة إلى الأرض
الصالحة للإنتاج [٣].
ونعرف من نقش (جلازر
٥١٤) أن «سمه علي ينوف» قد ثقب حاجزا في الحجر ، وفتح ثغرة فيه لمرور المياه إلى
سد «رحب» ثم إلى منطقة «يسرن» التي كانت تغذيها مسايل وقنوات عديدة تأتي بالمياه
من حوض السد [٤] ، وتستمد ماءها من مسيل «ذنة» فتغذي أرضا كانت ـ
[٢] حكم شمر يهرعش في
الفترة (٢٧٠ ـ ٣١٠ م) ، وإن كان «فون فيسمان» يحدد النصف الثاني من حكمه بالفترة (٢٨٥
ـ ٢٩١ ـ أو ٣١٠ ـ ٣١٦ م) [فؤاد حسنين : المرجع السابق ص ٣٩٥ وكذا (Le Museon ,٤٦٩١ ,٣ ـ ٤ P.P.٦٥٤
,٦٨٤
[٣] جواد علي ٢ / ٢٨١
، وكذا انظر : D.Nielson ,Handbuch ,I.P.٩٧
[٤] انظر.H. Von Wissmann and M. Hofner, Beitrage zur historischen Georgraphie
des Vorislamishchen Sudarabien, P. ٧٢
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 330