ويرى العلماء
أن الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان ، أن الأول كان عبارة عن جمع القرآن وكتابته
في مصحف واحد مرتب الآيات على ما وقفهم عليه النبي (صلىاللهعليهوسلم) خشية أن يذهب من القرآن شيء ، بسبب موت كثير من الحفاظ
بعد موقعة اليمامة ، وأن الثاني كان عبارة عن نسخ عدة نسخ من المصحف الذي جمع في
عهد أبي بكر لترسل إلى البلاد الإسلامية ، وأن السبب في ذلك ، إنما هو إختلاف بعض
القراء في قراءة آيات من القرآن الكريم ، ذلك أن «حذيفة بن اليمان» ـ فيما يروي
الإمام البخاري في باب فضل القرآن ، عن أنس بن مالك ـ قدم علي على عثمان بن عفان ،
بعد غزوة في أذربيجان وأرمينية ، رأى فيها القوم من أهل العراق والشام مختلفين على
قراءة القرآن ، فأخبره بالذي رأى ، وطلب منه أن يدرك الأمة قبل أن يختلفوا في
القرآن إختلاف اليهود والنصارى في الكتب ، ومن ثم فإن الخليفة سرعان ما يرسل في
طلب المصحف الذي عند حفصة ، ويأمر زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير
وعبد الرحمن بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف ، وقال لهم : «إذا اختلفتم أنتم وزيد
بن ثابت في عربية من عربية القرآن ، فاكتبوها بلسان قريش ، فإن القرآن أنزل
بلسانهم» ، ففعلوا ذلك حتى كتبت في المصاحف [٢] ، ويروى أن هناك خلافا قد حدث على كتابة كلمة
[١] فضائل القرآن ص
١٨ ـ ١٩ البرهان ١ / ٢٣٠ ، تفسير القرطبي ١ / ٥٢ ـ ٥٥ ، فتاوى ابن تيمية ٤ / ٣٩٩ ـ
٤٠٠ ، محمد أبو زهرة : القرآن ص ٤٤ ـ ٤٦ ، وكذاSchwally,
Geschichte des Qurans, ٨٣٩١. ٢, P. ٢٩
[٢] الإتقان ١ / ٦٠ ـ
٦٣ ، فتاوى ابن تيمية ١٥ / ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، تفسير القرطبي ١ / ٦٠ ـ ٦٢ ، السجستاني ص
١٨ ـ ٢٦ صحيح البخاري ٦ / ٩٨ ، فضائل القرآن ص ١٩ ، مقدمتان في علوم القرآن ص ٥١ ـ
٥٢ ، فتاوى ابن تيمية ١٣ / ٣٩٦ ، قارن ١٣ / ٤٠٩ ـ ٤١٠ ، وكذاR.Blachere
,op - cit ,P.٣٥
وكذاEI ,P.٨٧٠١ وكذا عبد المنعم ماجد : المرجع السابق ص ٢٥٠ ـ ٢٥٢
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 33