نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 291
(١) قصة مدين في
القرآن الكريم
تحدث القرآن
الكريم عن أهل مدين ، وعن نبيهم الكريم ، شعيب عليهالسلام ، في مواطن متفرقة من سورة [١] ، ووفقا لما جاء في القرآن الكريم ، فإن شعيبا أتى مدين
[٢] أو أصحاب الأيكة ، فنهاهم عن عبادة الأوثان ، كما أمرهم أن يقيموا الوزن
بالقسط ولا يخسروا الميزان [٣].
ويروى عن ابن
عباس أن الايكة المذكورة في القرآن ، إنما كان يسكنها قوم شعيب ، وأنها إنما تقع
من مدين [٤] إلى «شغب» و «بدا» ، أو أنها من ساحل البحر إلى مدين ،
وكان شجرهم المقل (الدوم) [٥] ، وأسفل أرض مدين ـ حتى وقتنا الحالي ـ فإن الوادي فيما
بين البدع وساحل البحر تغطيه الأحراش الكثيفة التي يتميز من بينها نخيل الدوم ،
ولكن الطريق من مدين إلى بدا يمر خلال واحات عدة غزيرة المياه تملؤها الخضرة ،
وكانت
[١] أنظر : سورة
الأعراف (٨٥ ـ ٩٣) والتوبة (٧٠) وهود (٨٤ ـ ٩٥) والحجر (٧٨ ـ ٧٩) والحج (٤٤)
والشعراء (١٧٦ ـ ١٩١) والقصص (٢٢ ، ٢٥ ، ٤٥) والعنكبوت (٣٦ ـ ٣٧) وق (١٤) وغيرها
[٢] اختلف المفسرون
في اسم مدين ، فذهب البعض إلى أنه اسم رجل في الأصل ، ثم كانت له ذرية فاشتهر في
القبيلة كتميم وقيس وغيرهما ، وذهب آخرون إلى أنه اسم ماء نسب القوم إليه ، والأول
أصح ، لأن الله أضاف الماء إلى مدين في قوله تعالى «وَلَمَّا
وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ» ، ولو كان اسما
للماء لكانت الاضافة غير صحيحة أو غير حقيقية ، والأصل في الإضافة التغاير حقيقة (تفسير
الفخر الرازي ٢٥ / ٦٤) ، ياقوت ٥ / ٧٧ ـ ٧٨)
[٣] أنظر : الاعراف (٨٥)
وهود (٨٤ ـ ٨٥) والشعراء (١٨١ ـ ١٨٣)
[٤] يقول ياقوت في
معجمه أنها تقع على بحر القلزم محازية لتبوك ، وبها البئر التي استقى منها موسى عليهالسلام
لسائمة شعيب (ياقوت ٥ / ٧٧ ـ ٧٨) ، البكري ٤ / ١٢٠١)
[٥] ياقوت ١ / ٢٩١ ،
٢ / ١٤ ، البكري (١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٧٠ ، تفسير البيضاوي ١ /
٥٤٥ ، تفسير الطبري ١٤ / ٤٨ ـ ٤٩ ، تاج العروس ٧ / ١٠٤ (طبعة بولاق ١٣٠٧ / ١٣٠٨)
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 291