نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 286
بمكان الإشارة إلى ان هذه النقوش الثمودية ـ في غالبيتها ـ من ذلك النوع
القصير الذي يكتب في مناسبات شخصية مختلفة [١] ، كما أنها ليست ذات فائدة تاريخية كبيرة ، وان كان
بعضها يدلنا على علاقات من نوع ما بين الثموديين والأنباط وغيرهم ، فضلا عما تفيده
من الناحية اللغوية ، وفي معرفة أسماء الثموديين ولهجاتهم ، بخاصة إذا علمنا أنها
كتابة متطورة من خط المسند ، وإن الدكتور الأنصاري يرى أن نطلق على الخط الثمودي «خط
البادية» ، لأنه كثيرا ما يكون من ذلك النوع الذي يسمى «مخربشات» ، وليس من
الكتابات المنمقة ، التي وجدت بكثرة في كتابات السيئيين والمعينيين والقتبانيين
والحضارمة والحميريين ، وبعض كتابات الديدانيين واللحيانيين في منطقة العلا ومدائن
صالح [٢].
(٦) المجتمع الثمودي
تدلنا الكتابات
الثمودية على أن أصحابها إنما كانوا ـ في معظمهم ـ يعرفون القراءة والكتابة إلى حد
ما ، وقد سميت إحدى النساء «سحف» أي التي تخطئ عند القراءة ، كما أن هناك نصا يعرف
منه أن فتاة صغيرة كتبت اسمها على الصخر ، بينما كان والدها يراقبها عن قرب ، فضلا
عن أن هناك من احترف مهنة الكتابة ، بدليل وجود الإسم «كتب» أي كاتب [٣] ، هذا وقد كان القوم زراعا ، أقرب إلى الحضر منهم إلى
أهل الوبر ، وأن لهم مواطن استقرار ومعابد ، وأن من بينهم من اشتغلوا بالتجارة
فضلا عن الصيد الذي مارسه الثموديون سكان مدين بصفة خاصة ، وقد عثر على ثلاث
رسومات في الجبال الداخلية لسفن كان
[١] جواد على ١ / ٣٢٩
وكذاVan den Branden. Les Inscriptions Thamoudeennes,
Louvain, ٦٥٩١