نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 266
أنهم إنما نشئوا في اليمن ، ثم غلبهم الحميريون فأجلوهم إلى الشمال ،
فسكنوا منطقة الحجر [١] ، وتلك رواية يناقضها (أولا) ما ذهبنا إليه من قبل ، من
أن عادا إنما كانت في شمال شبه الجزيرة العربية وليس في جنوبها ويناقضها (ثانيا)
دعواهم بأنهم من العرب العاربة ، وأنهم كانوا قبل عهد إبراهيم عليهالسلام ، والخليل ـ كما أشرنا من قبل ـ إنما كان يعيش في
الفترة (حوالي ١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م.) ، بينما بدأ الحميريون ـ كما هو معروف ـ سيادتهم
في اليمن في فترة تقرب من الميلاد بقليل أو كثير [٢] ، ومن ثم فالفرق بينهما جد شاسع.
وهناك فريق آخر
، يذهب إلى أنهم بقية من العماليق ، ولعل هذا هو الذي دفع بعضها من المؤرخين
المحدثين إلى القول بأن ثمودا ، إنما هم شرذمة من الهكسوس ، الذين طردهم احمس
الأول في حوالي عام ١٥٧٥ ق. م. ، من مصر [٣] ، وأنهم سكنوا منطقة الحجر ، حيث نحتوا من الجبال بيوتا
على غرار المقابر المصرية القديمة التي شاهدوها أثناء إقامتهم في مصر [٤].
وليس لهذا
الرأي من دليل ، سوى أن أصحابه قد افترضوا أن الهكسوس من العماليق ـ الأمر الذي
رفضناه في دراستنا عن الهكسوس [٥] ـ وأن الثموديين بقية من هؤلاء العماليق ، فإذا كان ذلك كذلك ، فكيف سكت «احمس»
عليهم ، وهو الذي حاصر الهكسوس في «شاروهين» ـ وهو موقع في
[٢] عن مبدأ التقويم
الحميري : أنظرLe Museon, ٤٦٩١, ٣ ـ ٤,
P. P. ٧٠٤
ـ ٩٢٤ F F.
Hommel, Geschichte Sudarabiens, I, ٧٣٩١, P. ٦٩ G. Ryckmans, Chronologie
Sabeenne
[٣] أنظر كتابنا «حركات
التحرير في مصر القديمة» ـ الباب الثاني ـ