نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 26
ومنها (خامس
عشر) ما تدل عليه الأخبار المروية عن النبي (صلىاللهعليهوسلم) ، في تسمية سورة (الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ) فاتحة الكتاب ، فلو لا أنه (صلىاللهعليهوسلم) ، أمر اصحابه بأن يرتبوا هذا الترتيب عن أمر جبريل عليهالسلام ، عن الله عزوجل ، لما كان لتسمية هذه السورة «فاتحة الكتاب» معنى ، إذ
قد ثبت بالإجماع أن هذه السورة ليست بفاتحة سور القرآن نزولا ، فثبت أنها فاتحته
نظما وترتيبا وتكلما ، [١] ، ومنها (سادس عشر) ما يروى عن ابن عباس أن النبي ، (صلىاللهعليهوسلم) ، لم يكن يعلم ختم السورة حتى نزل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وهذا أيضا من أدل الدليل على أن ترتيب السور التي في
أيدينا هو ما كان عليه في اللوح المحفوظ [٢] ، وأن السورة كانت تنزل في أمر يحدث ، والآية جوابا
لسؤال ، ويوقف جبريل رسول الله على موضع السورة والآية ، فاتساق السور كاتساق
الآيات والحروف ، فكله عن رسول الله ، عن رب العالمين ، فمن أخر سورة مقدمة أو قدم
أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات ، وغير الحروف والكلمات [٣].
(٢) جمع القرآن في عهد
أبي بكر
وجاء الصديق ـ رضياللهعنه وأرضاه ـ (١١ ـ ١٣ ه ـ ٦٣٢ ـ ٦٣٤ م) ، وكانت حروب
الردة التي أبلى المسلمون فيها بلاء حسنا ، وليس من شك في أن أشدها عنفا وضراوة ،
تلك التي دارت رحى الحرب فيها بين المسلمين ـ بقيادة خالد بن الوليد من ناحية ،
وبين المرتدين ـ بقيادة مسيلمة بن حبيب الكذاب ـ من ناحية أخرى ، في