نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 246
التجوز علما لشخص [١] ، وليس من شك في أن هذا الرأي متأثر بأفكار يهود إلى
أقصى حد ، إن لم يكن رأيا يهوديا صرفا ، ثم إن التاريخ لم يحدثنا أبدا عن هجرات
يهودية إلى منطقة الاحقاف بالذات من بلاد العرب ، وإن حدثنا إلى مناطق أخرى منها.
(٤) موقع منطقة عاد
يذهب المؤرخون
المسلمون إلى أن منطقة عاد ، إنما تقع في الأحقاف ، إلى الشمال الشرقي من حضرموت
في جنوب الربع الخالي [٢] ، استنادا إلى الآية الكريمة «وَاذْكُرْ أَخا عادٍ
إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ» [٣] ، والحقف ـ كما في القاموس ـ المعوج من الرمل ، أو
الرمل العظيم المستدير أو المستطيل المشرف ، ولكن الحقف يمكن أن يوجد في أكثر من
مكان في شبه الجزيرة العربية ، ولم يحدد القرآن الكريم موضع الأحقاف بالنسبة إلى
شبه الجزيرة العربية ، كما أن القاموس العربي لم يحدد وجود الرمل فقط في جنوب
الجزيرة ، كصفة من صفاته أكثر من كونه صفة لبقية أنحاء الجزيرة ، بل يمكن أن نقول
أن الجزيرة العربية معظمها رمال [٤] ، أما الذي حدد ذلك ، فهم المفسرون ـ كما رأينا ـ ومن
ثم فقد ذهبوا إلى أن الأحقاف بناحية الشحر في الجانب الجنوبي الغربي من الربع
الخالي بناحية حضرموت اليمن ، وأن في الأحقاف هذه
[١] مجلة الهلال ٢٣ /
٨٩٤ ، جواد علي ١ / ٣١١ ، وكذاEI ,٢ ,P.٨٢٣
[٢] أبو الفداء ١ /
٩٧ ، ابن كثير ١ / ١٢٠ ، مروج الذهب ٢ / ١٢ ، ابن الأثير ١ / ٨٥ ، تاريخ ابن خلدون
٢ / ١٩ ، ياقوت ١ / ١١٥ ـ ١١٦