نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 243
غير أن القوم
سرعان ما كذبوا هودا ، واغتروا بقوتهم ، «فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ ، وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ، أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي
خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ» [١] ، ومن ثم فإن الله أنزل بهم العذاب الشديد ، وذلك بأن
أرسل عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام
حسوما ، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ، يقول سبحانه وتعالى «وَأَمَّا عادٌ
فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ ، سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ
وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ، فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ
أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ ، فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ» [٢].
(٣) قصة عاد ومحاولة
ربطها بالتوراة
وقصة عاد هذه ـ
شأنها في ذلك شأن قصة ثمود ـ لم ترد في التوراة ، وإنما هي قرآنية صرفة ، كما أن
شهرتها عند العرب في الجاهلية والإسلام ، كشهرة إبراهيم وقومه [٣] ، ولعل هذا هو السبب في أن كثيرا من المستشرقين قد
تعجلوا الأمر ، فأنكروا عادا وثمودا ، وأنكروا الكوارث التي أصابتهم بغير حجة ،
إلا أنهم يحسبون أن المنكر لا يطالب بحجة ، ولا يعاب على النفي الجزاف ، فما لبثوا
طويلا حتى تبين لهم أن عاداOditae وثموداThamudida
مذكورتان في تاريخ بطليموس ، وأن اسم عاد ، مقرون باسم «إرم» في كتب اليونان ، فهم
يكتبونها «أدراميت» Adramitae ، ويؤيدون تسمية القرآن الكريم
لها بعاد إرم ذات العماد [٤] إلا أن شأن المؤرخين الإسلاميين أغرب من شأن المستشرقين
، فرغم