نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 239
(١) العاديون والعرب
البائدة
ينظر
الأخباريون إلى قوم عاد على أنهم أقدم الأقوام العربية البائدة [١] ، حتى أصبحت كلمة «عادي» و «عادية» تستعملان صفتين
للأشياء البالغة القدم [٢] ، وحتى أصبح القوم إذا ما شاهدوا آثارا قديمة لا يعرفون
تاريخها ، أطلقوا عليها صفة «عادية» [٣] ، وربما كان السبب في ذلك قدم قوم عاد ، أو أن عادا ـ ومن
بعدها ثمود ـ قد ورد اسميهما في القرآن الكريم ، ومن ثم فقد قدما على بقية الأقوام
البائدة ، رغم أننا لو جارينا الأخباريين في قوائم الأنساب ، التي يقدمونها للشعوب
البائدة ، لكان علينا أن نقدم طسم وجديس وعمليق وأميم وغيرهم على عاد وثمود ، ذلك
لأن الأولين ـ في نظرهم ـ من أولاد شقيق «إرم» ، وأن الآخرين من حفدة «إرم» ،
ولكنهم هم أنفسهم يقدمون عادا على بقية الشعوب البائدة [٤].
وهنا لعل من
الأفضل أن نشير ـ بادئ ذي بدء ـ إلى أننا لا نعني بالعرب البائدة ، والعرب الباقية
، أن أقواما قد انقرضوا فلم يبق منهم أحد ، وأن أقواما لم يكونوا ثم نشئوا من جديد
، وانما ما نعنيه أن قوما قد يقل عددهم بالكوارث أو بالذوبان في آخرين ، لسبب أو
لآخر ، ومن ثم يتوقف تاريخهم وتبطل حضارتهم ، مع أن بقاياهم ما تزال موجودة ،
ولكنها بدون قيمة حضارية ، والتاريخ في حقيقته إنما هو تطور