نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 221
أو عمارا ـ ولا يطوفون بالبيت إذا قدموا أول طوافهم ، إلا في ثياب الحمس ،
فإن لم يجدوا طافوا بالبيت عراة ، فإن تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة ، لم يجد
ثياب الحمس ، فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ، ألقاها إذا فرغ من طوافه ، ثم
لم ينتفع بها ، ولم يمسها هو ولا أحد غيره أبدا ، وكانت العرب تسمي تلك الثياب «اللقى»
[١]
(٤) الكعبة قبيل
الاسلام
ولعل أهم ما
يميز هذه الفترة من تاريخ الكعبة المشرفة أمران ، الواحد إعادة حفر زمزم ، والآخر
إعادة بناء الكعبة نفسها. وأما الأمر الأول ، فإن المصادر العبرية انما تروي أن
عبد المطلب ـ جد النبي (صلىاللهعليهوسلم) ـ قد لقي الكثير من العناء في توفير الماء للحجيج عند
ما تولى أمر السقاية والرفادة ، وذلك بسبب دفن زمزم ـ ربما منذ أيام جرهم ـ وزاد
الأمر صعوبة أن مكة كانت إذ ذاك تمر بفترة قاسية ندرت فيها الأمطار ، وجفت مياه
الآبار ، أو كادت ، في وقت كان موسم الحج فيه قد بدأت طلائعه ، وهنا رأى عبد
المطلب ـ فيما يرى النائم ـ أنه يؤمر بحفر طيبة ، وحين يسأل عن طيبة هذه لا يلقى
جوابا ، غير أن الرؤيا تتكرر ليال ثلاث ، يؤمر فيها عبد المطلب بحفر «برة» ثم بحفر
«المضنونة» ، ثم بحفر «زمزم» ، وفي المرة الأخيرة ، فإن الهاتف يجيبه حين يسأل عن
زمزم ، بأنها «تراث من أبيك الأعظم ، لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقي الحجيج الأعظم ،
مثل نعام جافل لم يقسم ، ينذر فيها ناذر لمنعم ، يكون ميراثا
[١] ابن كثير ٢ / ٣٠٥
، البخارى ٢ / ١٦٣ ، تاج العروس ٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، روح المعاني ١ / ٢٤٤ ، المقدسي ٤
/ ٣٢ ـ ٣٣ ، نهاية الأرب ١ / ٢٤٤ ، شفاء الغرام / ٤١ ـ ٤٢ ، ياقوت ٥ / ١٨٤ ،
المعارف ص ٢٦٩ ، الأزرقي ١ / ١٨٠ ـ ١٨٢ ، اليعقوبي ١ / ٢٥٧ ، العقاد : المرجع
السابق ص ١١٧ ، احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ١٨٩ ـ ١٩٠ ، ابن هشام ١ /
٢١٩.
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 221