نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 160
والسلام ـ أنه يؤمر بذبح ولده هذا ، ولما كانت أنبياء الله تنام أعينهم ولا
تنام قلوبهم ، فإن «رؤيا الأنبياء وحي» [١] ، ولهذا صمم الخليل على تنفيذ أمر ربه ، ولم يثنه عن
عزمه هذا ، أن إسماعيل وحيده ، وأنه قد رزق به وهو شيخ كبير ، على رأس ست وثمانين
سنة من عمره ، وبعد أن ظل يرجوه أعواما وأعواما ، رغم ذلك كله ، فإن خليل الله قد
عقد العزم على إنجاز ما أمر به ، بإيمان المؤمنين ، واستسلام المسلمين لله وحده ،
مما يدل على منتهى الطاعة والامتثال لأمر الله ، وهذا هو الإسلام بعينه ، إذ أن
الإسلام هو الطاعة والامتثال لله ، وهو دين الأولين والآخرين [٢] ، ولهذا فقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا الأمر بقوله
تعالى : «إِنَّ
هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ» [٣] ، على أن الخليل إنما رأى أن يعرض ذلك على ولده ليكون
أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا [٤].