نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 158
غيرها تراه معهما في البيت ، وتحريف اليهود لكتابهم أشهر من نار على علم [١].
وهكذا يبدو
بوضوح ما ذهبنا إليه ، وهو أن الأمر لم يكن مزاح صبي ، وإنما كان غيرة امرأة من
ابن ضرتها ، وخوفا منها على مكانتها عند زوجها ، ورغبتها في أن لا ينصرف حبّ هذا
الزوج إلى غيرها من النساء ، وفي أن لا ينال ابن ضرتها ـ وهو بكر أبيه [٢] ـ شيئا من ميراث أبيه ، ذلك لأن حب المرأة لأبنائها أمر معلوم ، ومن هنا
بدأت تفكر في إزاحة إسماعيل وأمه من مكانتهما ، فكان التبرير من كاتب التوراة أن
إسماعيل كان يمزح في وليمة فطام إسحاق ـ كما أشرنا آنفا ـ وانطلاقا من هذا فقد
استجاب إسماعيل وأمه لإبراهيم فيما ارتآه من أن يجنبهما النزاع الذي قد يتفاقم بين
الزوجتين ، والغيرة التي قد تقتل سارة ، وتزعج أمن إبراهيم واستقراره.
وأيا ما كان
الأمر ، فإن القرآن الكريم لم يشر الى سبب هذا الحادث ، وانما يروي البخارى عن ابن
عباس أن هاجر سألت إبراهيم حين وضعها وابنها هناك في مكة عند دوحة فوق زمزم في
أعلى المسجد ، ثم قفى منطلقا ، «أألله أمرك بهذا؟ فقال نعم : قالت : إذا لا يضيعنا»
[٣].
[٢] أنظر عن البكورية
وأهميتها عند بني إسرائيل : مقالنا «قصة أرض الميعاد بين الحقيقة والأسطورة» وكذا
: صبري جرجس : التراث اليهودي الصهيوني ص ٦٧ ، تكوين ٢٥ : ٢٧ ـ ٣٣ ، كتابنا
إسرائيل ص ٧٥
[٣] ابن كثير ١ / ١٥٤
، تفسير القرطبي ٩ / ٣٦٩ ، تفسير الطبري ١٣ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ (طبعة ١٩٥٤) ، تفسير
الألوسي ١٣ / ٢٣٦ ، المقدسي ٣ / ٦٠ ، الازرقي ١ / ٥٤ ، ٢ / ٣٩ ، تاريخ ابن خلدون ٢
/ ٣٦ ، تاريخ الخميس ص ١٠٦ ، ابن الأثير ١ / ١٠٣ ، شفاء الغرام ٢ / ٣ ، تاريخ
اليعقوبي ١ / ٢٥.
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 158