وأخيرا فهناك
من يوحّد إبراهيم بـ «دمقي اليشو» ، ذلك لأن «ديوتي» يترجم اسم «دمقي اليشو» بحبيب
الله ، من المقة بمعنى الحب ، والإيل بمعنى الله ، وضمير الاضافة ، ثم جاء «جون
فلبي» فظن أن هذا الإسم يطابق في الزمن والصفة اسم الخليل إبراهيم ، وأن الخليل
كان ملكا من الملوك الذين حكموا جنوب العراق عند الخليج العربي ، لأن الأقوال
متواترة لمقام الخليل هناك في أور الكلدانيين ، ولأن اسم «دمشقي إليشو» ورد في
الآثار البابلية بين عدة ملوك يسمون بملوك الشاطئ أو ملوك الأرض البحرية ، وهو
اصطلاح يطلق على العرب من سكان تلك الجهات [٢] ، هذا وقد حدد «ديلابورت» لهذه الاسرة الفترة (١٩٢٥ ـ ١٧٦١
ق. م.) [٣] ، غير أن هناك عقبات تقف في وجه هذا الإتجاه ، منها ان
واحدا من الكتب المقدسة ـ مصادرنا الأصلية عن الخليل عليهالسلام ـ لم يقل بأنه كان ملكا من الملوك ، ومنها ذلك الرأي الذي يجعل من حاران ـ وليس
أور ـ موطنا للخليل ، والذي ارتضيناه من قبل ، وأخيرا فإن هذه الفكرة تجعل هجرة
إبراهيم ، بسبب استيلاء الكاشيين على بابل ، وليس من أجل دعوة التوحيد التي حمل
لواءها طوال حياته.
ولهذا كله ، فليس
أمامنا سوى أن نفترض ـ حدسا عن غير يقين ـ أن الرأي الذي يجعل الخليل يعيش حوالي
عام ١٩٠٠ ق. م. ، أقرب إلى الصواب من غيره ، على أساس أن الإسرائيليين قد خرجوا من
مصر في أخريات القرن الثالث عشر ق. م. ، في عصر مرنبتاح (١٢٢٤ ـ ١٢١٤