وعن الربيع :
إنّ الله قد قضى على نفسه أنّ من توكّل عليه كفاه ، ومن آمن به هداه ، ومن أقرضه
جازاه ، ومن وثق به أنجاه ، ومن دعاه أجابه ولبّاه. وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). (وَمَنْ يُؤْمِنْ
بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)[١].
(إِنَّ اللهَ بالِغُ
أَمْرِهِ) نافذ أمره ، يبلغ ما يريد من قضاياه ، ولا يفوته مراد.
وقرأ حفص
بالإضافة. (قَدْ جَعَلَ اللهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) تقديرا وتوقيتا ، أو مقدارا ، أو أجلا بحسب المصلحة لا
يتأتّى تغييره. وهو بيان لوجوب التوكّل على الله ، وتفويض الأمر إليه ، لأنّه إذا
علم أنّ كلّ شيء من الرزق ونحوه لا يكون إلّا بتقديره وتوقيته ، لم يبق إلّا
التسليم للقدر والتوكّل. وتقرير لما تقدّم من تأقيت الطلاق بزمان العدّة والأمر
بإحصائها ، وتمهيد لما سيأتي من مقاديرها.