عن ابن عبّاس
ومجاهد : أنّ قوما أرادوا الهجرة عن مكّة فثبّطهم نساؤهم وأولادهم عنها ، فقالوا :
تنطلقون وتضيّعوننا ، فرقّوا لهم ووقفوا. فلمّا هاجروا بعد ذلك ورأوا الّذين
سبقوهم قد فقهوا في الدين ، أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم.
وقيل : قالوا
لهم : أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم؟ فغضبوا عليهم وقالوا : إن جمعنا
الله في دار الهجرة لم نصبكم بخير. فلمّا هاجروا منعوهم الخير ، فنزلت :
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ) و «من» للتبعيض ، أي : بعضا منهنّ بهذه الصفة (وَأَوْلادِكُمْ) أي : بعضا منهم (عَدُوًّا لَكُمْ) يشغلكم عن طاعة الله. أو يخاصمكم في أمر الدين أو
الدنيا.
(فَاحْذَرُوهُمْ) ولا تأمنوا غوائلهم (وَإِنْ تَعْفُوا) عن ذنوبهم بترك المعاقبة (وَتَصْفَحُوا) بالإعراض ، وترك التثريب عليها (وَتَغْفِرُوا) بإخفائها ، وتمهيد معذرتهم فيها (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يعاملكم بمثل ما عملتم ، ويتفضّل عليكم.