ثمّ أخبر
سبحانه أنّ الأمم الماضية جوزوا بأعمالهم ترغيبا على الإيمان وأنواع الطاعات ،
وترهيبا عن الكفر وسائر المعصيات ، فقال : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) أيّها الكفّار (نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْ قَبْلُ) كقوم نوح وهود وصالح عليهمالسلام(فَذاقُوا وَبالَ
أَمْرِهِمْ) ضرر كفرهم في الدنيا. وأصله الثقل. ومنه : الوبيل لطعام
يثقل على المعدة. والوابل : المطر الثقيل الأمطار. (وَلَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ) في الآخرة.
(ذلِكَ) أي : المذكور من الوبال في الدنيا ، والعذاب في العقبى (بِأَنَّهُ) بسبب أنّ الشأن والحديث (كانَتْ تَأْتِيهِمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات الواضحات (فَقالُوا أَبَشَرٌ
يَهْدُونَنا) أنكروا وتعجّبوا من أن يكون الرسل بشرا ، ولم ينكروا أن
يكون المعبود حجرا. والبشر يطلق على الواحد والجمع. (فَكَفَرُوا) بالرسل (وَتَوَلَّوْا) عن التدبّر في البيّنات (وَاسْتَغْنَى اللهُ) عن كلّ شيء ، فضلا عن طاعتهم. فأطلق ليتناول كلّ شيء ،
ومن جملته إيمانهم وطاعتهم. (وَاللهُ غَنِيٌ) عن عبادتهم وغيرها (حَمِيدٌ) يدلّ على حمده كلّ مخلوق.