اعلم أنّ الله
سبحانه أبطل قول اليهود في ثلاث : أحدها : افتخروا بأنّهم أولياء الله وأحبّاؤه ،
فكذّبهم في قوله : (فَتَمَنَّوُا
الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ). وثانيها : افتخروا بأنّهم أهل الكتاب ، والعرب لا كتاب
لهم ، فشبّههم بالحمار يحمل أسفارا. وثالثها : افتخروا بالسّبت ، وأنّه ليس
للمسلمين مثله ، فشرع الله لهم الجمعة ، فقال :
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) أي : أذّن لها. ووقت الأذان عند قعود الامام. وقد كان
لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤذّن واحد ، فكان إذا جلس على المنبر أذّن على باب
المسجد ، فإذا نزل أقام الصلاة. ثمّ كان أبو بكر وعمر على ذلك إلى زمن عثمان ،
وكثر الناس وتباعدت المنازل ، فزاد مؤذّنا آخر ، فأمر بالتأذين الأوّل على داره
الّتي تسمّى الزوراء ، فإذا جلس على المنبر أذّن المؤذّن الثاني ، فإذا نزل أقام
للصلاة ، ولم يعب ذلك عليه. وعند الإماميّة : الأذان الثاني حرام من جملة بدع
عثمان.
وقوله : (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) بيان لـ «إذا» وتفسير له. وإنّما سمّاه جمعة لاجتماع
الناس فيه للصلاة. وكانت العرب قبل الإسلام تسمّيه العروبة. وقيل : سمّاه كعب بن
لؤي ، لاجتماع الناس فيه إليه.
وروي عن ابن
سيرين : أنّ أهل المدينة جمّعوا قبل أن يقدم إليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبل أن تنزل سورة الجمعة ، وقالوا : لليهود يوم
يجتمعون فيه كلّ سبعة أيّام ، وللنصارى مثل ذلك ، فهلمّوا نجعل لنا يوما نجتمع فيه
، فنذكر الله فيه ونصلّي.