ولمّا ختم
سبحانه سورة البيّنة ببيان حال المؤمنين والكافرين ، افتتح هذه السورة ببيان وقت
ذلك ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) إضافة الزلزال إلى الأرض لإفادة أنّ المراد زلزالها
الّذي تستوجبه في حكمة الله ومشيئته ، وهو الزلزال الشديد الّذي ليس بعده. ونحوه :
قولك : أكرم التقيّ إكرامه ، وأهن الفاسق إهانته.
تريد : ما
يستوجبانه من الإكرام والإهانة. أو زلزالها كلّه ، وجميع ما هو ممكن منه ، بخلاف
الزلازل المعهودة الّتي تختصّ ببعض الأرض. فتكون الإضافة للتنبيه على شدّتها. وذلك
عند النفخة الأولى أو الثانية.
(وَأَخْرَجَتِ
الْأَرْضُ أَثْقالَها) ما في جوفها من الدفائن أو الأموات. جمع ثقل ، وهو متاع
البيت.
(وَقالَ الْإِنْسانُ
ما لَها) أي : ما للأرض زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ، ولفظت ما في
بطنها من الدفائن والأموات أحياء؟! فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع ، كما
يقولون : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ
مَرْقَدِنا)[١]. وقيل : هذا قول الكافر ، لأنّه كان لا يؤمن بالبعث ،
فأمّا المؤمن فيقول : (هذا ما وَعَدَ
الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)[٢].
(يَوْمَئِذٍ) منصوب بمثل : اذكر. أو بدل من «إذا» ، وناصبها قوله : (تُحَدِّثُ