responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 465

منابتهما ، كأنّه قيل : ومنابت التين والزيتون.

(وَطُورِ سِينِينَ) يعني : الجبل الّذي ناجى عليه موسى عليه‌السلام ربّه. وسينين وسيناء اسمان للموضع الّذي هو فيه. وأضيف الطور ـ وهو الجبل ـ إلى سينين ، وهي البقعة. وهو سينون أيضا. ومثله : يبرون ، في جواز الإعراب بالواو والياء ، والإقرار على الياء ، وتحريك النون بحركات الإعراب.

(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) أي : الآمن. من : أمن الرجل أمانة فهو أمين. وأمانته أن يحفظ من دخله ، كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه. ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول ، من : أمنه ، لأنّه مأمون الغوائل ، كما وصف بالأمين في قوله : (حَرَماً آمِناً) [١] بمعنى : ذي أمن.

ولمّا كان منبت التين والزيتون مهاجر إبراهيم ومولد عيسى ومنشأه ، والطور المكان الّذي نودي منه موسى ، ومكّة مكان البيت الّذي هو هدى للعالمين ، ومولد رسول الله ومبعثه ، وكلّها مواضع خير وبركة وسكنى الأنبياء ، أقسم الله تعالى بها على أنّه (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) يريد به الجنس (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) تعديل ، بأن خصّ بانتصاب القامة ، وحسن الصورة ، وتسوية الأعضاء ، واستجماع خواصّ الكائنات وسائر الممكنات.

(ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) أي : ثمّ كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويّة السويّة ، أن رددناه أسفل من سفل خلقا وتركيبا ، يعني : أقبح من قبح صورة وأشوهه خلقة ، وهم أصحاب النار. أو أسفل من سفل من أهل الدركات. أو ثمّ رددناه بعد ذلك التقويم والتحسين أسفل من سفل في حسن الصورة والشكل ، حيث نكسناه في خلقه ، فقوّس ظهره بعد اعتداله ، وابيضّ شعره بعد


[١] القصص : ٥٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست