responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 446

(١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١))

ولمّا قدّم في سورة الشمس بيان حال المؤمن والكافر ، أتبعه سبحانه بمثل ذلك في هذه السورة ، فاتّصلت بها اتّصال النظير بالنظير ، فقال :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) أي : يغشى الشمس ، كقوله :

(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) [١]. أو النهار ، كقوله : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) [٢]. أو كلّ ما يواريه بظلامه ، كقوله : (إِذا وَقَبَ) [٣].

(وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) ظهر بزوال ظلمة الليل ، أو تبيّن وانكشف بطلوع الشمس. وهما أعظم النعم ، إذ لو كان الدهر كلّه ظلاما لما أمكن الخلق طلب معايشهم ، ولو كان كلّه ضياء لما انتفعوا بسكونهم وراحتهم ، فلذلك كرّر سبحانه ذكر الليل والنهار في السورتين.

(وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) والقادر العظيم القدرة الّذي خلق من ماء واحد صنفي الذكر والأنثى ، من كلّ نوع له توالد. أو آدم وحوّاء. وقيل : «ما» مصدريّة ، أي : وخلقهما. وجاز إضمار اسم الله ، لأنّه معلوم لانفراده بالخلق ، إذ لا خالق سواه.

قيل : إنّ الله لم يخلق خلقا من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى. والخنثى وإن أشكل أمره عندنا ، فهو عند الله غير مشكل ، بل معلوم بالذكورة أو الأنوثة.

(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) إنّ مساعيكم لأشتات مختلفة. جمع شتيت. يعني : أعمالكم مختلفة ، فعمل للجنّة ، وعمل للنار.


[١] الشمس : ٤.

[٢] الأعراف : ٥٤.

[٣] الفلق : ٣.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست