responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 418

ولمّا ختم سورة الغاشية بأنّ إياب الخلق إليه وحسابهم عليه ، افتتح هذه السورة بتأكيد ذلك المعنى حين أقسم أنّه بالمرصاد ، فقال :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَالْفَجْرِ) أقسم بمطلق الصبح في الأيّام ، كما أقسم في قوله : (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) [١]. أو بمطلق فلقه ، كقوله : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [٢]. أو بصلاة الفجر ، أو بفجر يوم النحر ، أو بفجر عرفة ، أو فجر أوّل ذي الحجّة ، أو فجر أوّل المحرّم. والأوّل أشمل وأعمّ ، ومنقول عن عكرمة والحسن والجبائي ، ورواه أبو صالح عن ابن عبّاس.

(وَلَيالٍ عَشْرٍ) عشر ذي الحجّة ، على ما نقل عن مجاهد والضحّاك وابن عبّاس والحسن وقتادة والسدّي. ولذلك فسّر الفجر بفجر عرفة أو النحر. وقيل : عشر رمضان الأخير. ولأنّها ليال مخصوصة من بين جنس الليالي العشر ، أو مخصوصة بفضيلة ليست لغيرها ، وقعت منكّرة من بين ما أقسم به. ولو عرّفت بلام العهد ، لأنّها ليال معلومة معهودة ، لم تستقلّ بمعنى الفضيلة الّذي في التنكير ، فإنّ التنكير للتعظيم والتفخيم. ولأنّ الأحسن أن تكون اللامات متجانسة ، ليكون الكلام أبعد من الألغاز والتعمية ، فيوهم أنّ المراد جنس العشرات لا العشرات المعيّنة المطلوبة.

(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) أي : والأشياء كلّها ، شفعها ووترها. أو الخلق ، لقوله : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) [٣] والخالق ، لأنّه فرد.

ومن فسّرهما بشفع هذه الليالي ووترها ، وبالعناصر والأفلاك والبروج والسيّارات. أو شفع الصلوات ووترها. أو بيومي النحر وعرفة ، لأنّها تاسع أيّامها


[١] المدّثر : ٣٤.

[٢] التكوير : ١٨.

[٣] الذاريات : ٤٩.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست