بالبهتان المفترى بين يديها ورجليها عن الولد الّذي تلصقه بزوجها كذبا ،
لأنّ بطنها الّذي تحمله فيه بين اليدين ، وفرجها الّذي تلده به بين الرجلين.
(وَلا يَعْصِينَكَ فِي
مَعْرُوفٍ) في حسنة تأمرهنّ بها. والتقييد بالمعروف ـ مع أنّ
الرسول لا يأمر إلّا به ـ تنبيه على أنّ طاعة المخلوق في معصية الخالق جديرة بغاية
التوقّي والاجتناب.
قيل : هذا نهي
عن النوح ، وتمزيق الثياب ، وجزّ الشعر ، وشقّ الجيب ، وخمش الوجه ، والدعاء
بالويل. والأصل أنّ المعروف كلّ ما دلّ العقل والسمع على وجوبه أو ندبه. وسمّي
معروفا ، لأنّ العقل يعترف به من جهة عظم حسنه.
(فَبايِعْهُنَ) إذا بايعنك بضمان الثواب على الوفاء بهذه الأشياء. (وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ
اللهَ غَفُورٌ) صفوح عنهنّ (رَحِيمٌ) منعم عليهنّ.
روي : أنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا فرغ يوم فتح مكّة من بيعة الرجال ، أخذ في بيعة
النساء وهو على الصفا ، وكان عمر أسفل منه ، وهند بنت عتبة متنقّبة متنكّرة مع
النساء خوفا أن يعرفها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أبايعكنّ على أن لا تشركن بالله شيئا.
فقالت هند :
إنّك لتأخذ علينا أمرا ما رأيناك أخذته على الرجال. وذلك أنّه بايع الرجال يومئذ
على الإسلام والجهاد فقط.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ولا تسرقن.
فقالت هند :
إنّ أبا سفيان رجل ممسك ، وإنّي أصبت من ماله هنات ، فلا أدري أيحلّ لي أم لا؟
فقال أبو سفيان
: ما أصبت من شيء فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال.
فضحك رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرفها ، فقال لها : فإنّك لهند بنت عتبة؟
قالت : نعم ،
فاعف عمّا سلف يا نبيّ الله ، عفا الله عنك.