ولمّا ذكر
الوعد للأبرار بيّن الوعيد للفجّار ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا) يعني : رؤساء قريش ومترفيهم ، كأبي جهل والوليد بن
المغيرة والعاص بن وائل وأشياعهم (كانُوا مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) استهزاء بفقراء المؤمنين ، من عمّار وصهيب وخبّاب وبلال
ونظرائهم.
وعن مقاتل
والكلبي وأبي صالح عن ابن عبّاس : أنّه جاء عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام في نفر من المسلمين ، فسخر منهم المنافقون وضحكوا
وتغامزوا ، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الأصلع ـ أرادوا به عليّا عليهالسلام ـ فضحكوا منه ، فنزلت قبل أن يصل عليّ عليهالسلام إلى رسول الله : (إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ).