ولمّا ختم
سبحانه سورة عبس بذكر القيامة وأهوالها ، افتتح هذه السورة أيضا بذكر علاماتها
وأحوالها ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) لفّت. من : كوّرت العمامة إذا لففتها. أو بمعنى : رفعت
، لأنّ الثوب إذا أريد رفعه لفّ وطوي. ونحوه قوله تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ)[١]. وعن ابن عبّاس ومجاهد : لفّ ضوؤها فذهب انبساطه في
الآفاق وزال أثره فأظلمت ، ثمّ يحدث الله تعالى ضياء للعباد غيرها. وعن الربيع
وأبي صالح : ألقيت وطرحت عن فلكها. من : طعنه فكوّره إذا ألقاه مجتمعا.
والتركيب
للإدارة والجمع. وارتفاع الشمس بفعل يفسّره ما بعدها أولى ، لأنّ «إذا» الشرطيّة
تطلب الفعل.