وعن عمر : أنّه
قرأ هذه الآية فقال : كلّ هذا قد عرفنا ، فما الأبّ؟ ثمّ رفض [١] عصا كانت بيده وقال : هذا لعمر الله التكلّف. ثمّ قال :
اتّبعوا ما تبيّن لكم من هذا الكتاب ، وما لا فدعوه.
(مَتاعاً لَكُمْ
وَلِأَنْعامِكُمْ) تمتيعا لكم ولمواشيكم ، فإنّ الأنواع المذكورة بعضها
طعام وبعضها علف.
ولمّا بيّن
النشأة الأولى وتوابعها ذكر أحوال النشأة الآخرة ، فقال : (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) أي : النفخة. يقال : صخّ لحديثه ، مثل : أصاخ له. وصفت
النفخة بها مجازا ، لأنّ الناس يصخّون لها ، أي : يصيحون. وعن ابن عبّاس : سمّيت
بذلك ، لأنّها تصخّ الآذان ، أي : تبالغ في إسماعها حتّى تكاد تصمّها.
(يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) لاشتغاله بشأنه ، وعلمه بأنّهم لا ينفعونه. وقيل :
للحذر من مطالبتهم بما قصّر في حقّهم. فيقول الأخ :