و «ما» موصولة
منصوبة بـ «ينظر». يقال : نظرته بمعنى : نظرت إليه. والراجع من الصلة محذوف. أو
استفهاميّة منصوبة بـ «قدّمت» أي : ينظر أيّ شيء قدّمت يداه؟
وعلى القول
بأنّ المراد بالمرء هو الكافر يكون قوله : (وَيَقُولُ الْكافِرُ) وضع الظاهر موضع الضمير لزيادة الذمّ. والمعنى : إنّا
أنذرناكم عذابا في يوم ينظر الكافر عقوبة عقيدته الفاسدة وأعماله القبيحة ، ويقول
تحسّرا في ذلك اليوم : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ
تُراباً) في الدنيا ، فلم أخلق ، ولم أكلّف ، فلا أعاد ، ولا
أحاسب ، ولا أعاقب. أو في هذا اليوم ، فلم أبعث. وقيل : يحشر سائر الحيوانات
للاقتصاص ثمّ تردّ ترابا ، فيودّ الكافر حالها.
وعن ابن عمر :
إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مدّ الأديم ، وحشر الدوابّ والبهائم والوحوش ، ثمّ
يجعل القصاص بين الدّوابّ ، حتّى يقتصّ للشاة الجمّاء [٤] من الشاة القرناء الّتي نطحتها.
وقال مجاهد :
يقاد يوم القيامة للمنطوحة من الناطحة.
وقال المقاتلان
: إنّ الله يجمع الوحوش والهوامّ والطير وكلّ شيء غير الثقلين ، فيقول : من ربّكم؟
فيقولون : الرحمن الرحيم. فيقول لهم الربّ بعد ما يقضي بينهم حتّى يقتصّ للجمّاء
من القرناء : إنّا خلقناكم وسخّرناكم لبني آدم ، وكنتم مطيعين أيّام حياتكم ،
فارجعوا إلى الّذي كنتم فكونوا ترابا ، فتكون ترابا. فإذا التفت