(وَكُلَّ شَيْءٍ
أَحْصَيْناهُ كِتاباً) مصدر لـ «أحصيناه» فإنّ الإحصاء والكتبة يتشاركان في
معنى الضبط والتحصيل. أو لفعل مقدّر. أو حال بمعنى : مكتوبا في اللوح ، أو في صحف
الحفظة. والمعنى : إحصاء معاصيهم ، كقوله : (أَحْصاهُ اللهُ
وَنَسُوهُ)[١]. والجملة اعتراض.
وقوله : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا
عَذاباً) مسبّب عن كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات. وزيادته
باعتبار أنّ كلّ عذاب يأتي بعد الوقت الأوّل فهو زائد عليه. وناهيك بـ «لن نزيدكم»
، وبدلالته على أنّ ترك الزيادة كالمحال الّذي لا يدخل تحت الصحّة ، وبمجيئها على
طريقة الالتفات ، شاهدا على أنّ الغضب قد بلغ غاية البلوغ. وفي الحديث : «هذه
الآية أشدّ ما في القرآن على أهل النار».