من جمع الأوّلين والآخرين حتّى يقع ذلك الفصل بينهم.
(فَإِنْ كانَ لَكُمْ
كَيْدٌ فَكِيدُونِ) إن كانت لكم حيلة. وهذا تقريع على كيدهم لدين الله
وللمؤمنين في الدنيا ، وتسجيل عليهم بعجزهم واستكانتهم. (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) إذ لا حيلة لهم في التخلّص من العذاب.
ثمّ ذكر سبحانه
أحوال المؤمنين ، فقال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) عن الشرك ، لأنّهم في مقابلة المكذّبين (فِي ظِلالٍ) من أشجار الجنّة (وَعُيُونٍ) جارية بين أيديهم في غير أخدود [١] ، لأنّ ذلك أمتع لهم (وَفَواكِهَ مِمَّا
يَشْتَهُونَ) يتمنّون. يعني : مستقرّون في أنواع الترفّه.
(كُلُوا وَاشْرَبُوا
هَنِيئاً) خالصا من التكدّر والأذى (بِما كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ) والأمر في موضع الحال من ضمير المتّقين ، في الظرف
الّذي هو «في ظلال» أي : هم مستقرّون في ظلال ، مقولا لهم ذلك. وهذا الأمر
للإباحة.
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ) في العقيدة. هذا ابتداء إخبار من الله تعالى. أو يقال
لهم ذلك أيضا.