ثمّ بيّن
سبحانه حال الناس في الآخرة ، فقال : (وُجُوهٌ) أي : وجوه المؤمنين المستحقّين للثواب. والمراد أنفسهم
، تسمية الكلّ باسم أشرف أجزائه.
ويسمّونه أيضا
بالرأس والرقبة. (يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) ناعمة بهيّة متهلّلة من نضرة النعيم.
(إِلى رَبِّها) أي : إلى رحمته ونعيم جنّته (ناظِرَةٌ) بحيث تغفل عمّا سواها ، ولذلك قدّم المفعول. روي ذلك
التفسير عن جماعة من علماء المفسّرين من الصحابة والتابعين. فحذف المضاف في «ربّها»
وأقيم المضاف إليه مقامه ، كما في قوله : (وَجاءَ رَبُّكَ)[١] أي : أمر ربّك.
وقيل : معنى
الناظرة : المنتظرة والمتوقّعة. من قولهم : أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي ، تريد
معنى التوقّع والرجاء. فالمعنى : أنّهم لا يتوقّعون النعمة والكرامة إلّا من ربّهم
، كما كانوا في الدنيا لا يخشون ولا يرجون إلّا الله.