روي : أنّ
التهجّد كان واجبا على التخيير المذكور ، فكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وطائفة من المؤمنين معه يقومون في الليل للتهجّد ، فشقّ
ذلك عليهم ، فكان الرجل يصلّي الليل كلّه مخافة أن لا يصيب ما أمر به من القيام ،
فخفّف الله ذلك عنهم بقوله :
(إِنَّ رَبَّكَ
يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى) أي : أقلّ (مِنْ ثُلُثَيِ
اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) استعار الأدنى للأقلّ ، لأنّ الأقرب إلى الشيء أقلّ
بعدا منه ، فإنّ المسافة بين الشيئين إذا دنت قلّ ما بينهما من الأحياز ، وإذا
بعدت كثر ذلك. وقرأ هشام : ثلثي الليل بسكون اللام. وابن كثير والكوفيّون : نصفه
وثلثه بالنصب ، عطفا على «أدنى». والمعنى : أنّك تقوم في بعض الليالي أقلّ من
ثلثيها ، وفي بعضها النصف ، وفي بعضها الثلث.
(وَطائِفَةٌ مِنَ
الَّذِينَ مَعَكَ) ويقوم ذلك طائفة من أصحابك. روى أبو القاسم الحسكاني بإسناده
عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله : (وَطائِفَةٌ مِنَ
الَّذِينَ مَعَكَ) : عليّ وأبو ذرّ [١].