ولمّا ختم الله
سورة الجنّ بذكر الرسل ، افتتح هذه السورة بذكر نبيّنا خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) أصله : المتزمّل ، وهو الّذي تزمّل في ثيابه ، أي :
تلفّف بها ، فأدغم التاء في الزاي. ونحوه : المدّثّر في المتدثّر.
سمّي به النبيّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم تهجينا لما كان عليه ، فإنّه كان نائما ، أو مرتعدا
ممّا دهشه من بدء الوحي ، متزمّلا في قطيفة ، وذلك قبل التبليغ ، ولمّا بلّغ خوطب
بالنبيّ والرسول.
وقيل : دخل على
خديجة ، وقد جئث [١] فرقا وخوفا أوّل ما أتاه جبرئيل على صورته الأصليّة ،
وبوادره [٢] ترعد ، فقال : زمّلوني زمّلوني ، وحسب أنّه عرض له ،
فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل : يا أيّها المزّمّل.
أو تحسينا [٣] له ، إذ روي : أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلّي متلفّفا بمرط [٤] مفروش على عائشة ، فأمر بأن يدوم على ذلك ويواظب عليه.