responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 205

تفخيما وتعظيما ، فإنّ الله سبحانه أوحى إليه ، وجبرئيل عليه‌السلام أنزل عليه (أَنَّهُ اسْتَمَعَ) بالفتح ، لأنّه فاعل «أوحي» (نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) النفر ما بين الثلاثة والعشرة.

وقيل : كانوا من الشيصبان. وهم أكثر الجنّ عددا ، وعامّة جنود إبليس منهم. والجنّ أجسام عاقلة خفيّة يغلب عليهم الناريّة أو الهوائيّة على صورة مخصوصة ، بخلاف صورة الناس والملائكة ، فإنّ الملك مخلوق من النور ، والانس من الطين ، والجنّ من النار. وقيل : نوع من الأرواح المجرّدة. وقيل : نفوس بشريّة مفارقة عن أبدانها.

وفيه دلالة على أنّه عليه‌السلام ما رءاهم ولم يقرأ عليهم ، وإنّما اتّفق حضورهم في بعض أوقات قراءته فسمعوها ، فأخبر الله به رسوله.

(فَقالُوا) أي : قالوا لقومهم حين رجعوا إليهم ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) [١] (إِنَّا) بالكسر ، لأنّه مبتدأ محكيّ بعد القول (سَمِعْنا قُرْآناً) كتابا (عَجَباً) بديعا مباينا لكلام الناس في حسن نظمه ودقّة معانيه ، قائمة فيه دلائل الإعجاز عن الإتيان بمثله. وهو مصدر وضع موضع العجيب للمبالغة.

(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) إلى الحقّ والصواب ، من التوحيد والإيمان بكلّ ما جاء به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (فَآمَنَّا بِهِ) بالقرآن. ولمّا كان الإيمان به إيمانا بالله وبوحدانيّته وبراءة من الشرك قالوا : (وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) أي : لن نعود إلى ما كنّا عليه من الإشراك به في طاعة الشيطان.

وفي هذا دلالة على أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مبعوثا إلى الجنّ والإنس. وعلى أنّ الجنّ عقلاء مخاطبون ، وبلغات العرب عارفون. وعلى أنّهم يميّزون بين المعجز وغيره.

وأنّهم دعوا قومهم إلى الإسلام ، وأخبروهم بإعجاز القرآن. وأنّه كلام الله ، لأنّ كلام العباد لا يتعجّب منه.

وروى الواحدي بإسناده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : ما قرأ


[١] الأحقاف : ٢٩.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست