responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 196

في بعض نواحيها.

(وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) يبصر أهل الدنيا في ضوئها ، كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون إلى إبصاره. فمثّلها به لأنّها تزيل ظلمة الليل عن وجه الأرض ، كما يزيلها السراج عمّا حوله. والقمر ليس كذلك ، وإنّما هو نور لم يبلغ قوّة ضياء الشمس. ومثله قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) [١]. والضياء أقوى من النور.

وعن ابن عبّاس وابن عمر : أنّ الشمس والقمر وجوههما ممّا يلي السماء ، وظهورهما ممّا يلي الأرض.

(وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) أنشأكم منها. فاستعير الإنبات للإنشاء ، كما يقال : زرعك الله للخير. وكانت هذه الاستعارة أدلّ على الحدوث والتكوّن من الأرض ، لأنّهم إذا كانوا نباتا كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات. ومنه قيل للحشويّة : النابتة والنوابت ، لحدوث مذهبهم في الإسلام من غير أوّليّة لهم فيه.

وأصله : أنبتكم إنباتا فنبتّم نباتا ، فاختصر اكتفاء بالدلالة الالتزاميّة.

(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها) مقبورين (وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً) بالحشر. وأكّده بالمصدر كما أكّد به الأوّل ، دلالة على أنّ الإعادة محقّقة كالإبداء. فكأنّه قال : يخرجكم حقّا ولا محالة.

(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً) مبسوطة تتقلّبون عليها كما يتقلّب الرجل على بساطه (لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً) واسعة. جمع فجّ. و «من» لتضمّن الفعل معنى الاتّخاذ.

عدّد الله سبحانه هذه الضروب من النعم ، فنبّههم سبحانه أوّلا على النظر في أنفسهم ، لأنّها أقرب منظور فيه منهم. ثمّ على النظر في العالم وما سوّى فيه من


[١] يونس : ٥.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست