ولمّا ختم الله
سبحانه سورة المعارج بوعيد أهل التكذيب ، افتتح هذه السورة بذكر قصّة نوح وقومه
وما نالهم بالتكذيب ، تسلية لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ
قَوْمَكَ) بأن أنذرهم ، فحذف الجارّ وأوصل الفعل. وهي «أن»
الناصبة للفعل. والمعنى : أرسلناه بأن قلنا له : أنذر ، أي : بالأمر بالإنذار.
ويجوز أن تكون مفسّرة ، لتضمّن الإرسال معنى القول. والتقدير : قلنا له : أنذرهم. (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ
أَلِيمٌ) عذاب الآخرة ، أو الطوفان.
(قالَ يا قَوْمِ) أضافهم إلى نفسه ، فكأنّه قال : أنتم عشيرتي يسوءني ما
يسوءكم (إِنِّي لَكُمْ
نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ) مرّ في الشعراء [١] نظيره. وفي «أن» يحتمل الوجهان.