ثمّ عدّد
سبحانه أنواع نعمه ممتنّا على عباده بذلك ، فقال : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) ليّنة يسهل لكم السلوك فيها (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) في جوانبها.
وهو مثل لفرط التذليل
، فإنّ منكب البعير ينبو عن أن يطأه الراكب ولا يتذلّل ، فإذا جعل الأرض في الذلّ
بحيث يمشى في مناكبها ، لم يبق شيء لم يتذلّل.
وقيل : مناكبها
جبالها. قال الزجّاج : معناه : سهّل لكم السلوك في جبالها ، فإذا جعل الأرض في
الذلّ بحيث يمشى في مناكبها ، لم يبق شيء لم يتذلّل.
وقيل : مناكبها
جبالها. قال الزجّاج : معناه : سهّل لكم السلوك في جبالها ، فإذا أمكنكم السلوك في
جبالها ، فهو أبلغ التذليل.
(وَكُلُوا مِنْ
رِزْقِهِ) ممّا أنبت الله في الأرض والجبال من الزروع والأشجار
حلالا ، والتمسوا من نعم الله تعالى فيها (وَإِلَيْهِ
النُّشُورُ) المرجع ، فيسألكم عن شكر ما أنعم عليكم.