واعلم أنّه
سبحانه لمّا ذكر في سورة الطلاق أحكام النساء في الطلاق وغيره ، افتتح هذه السورة
بأحكامهنّ.
وقد اختلف
أقوال المفسّرين في سبب نزول هذه السورة.
فقيل : إنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا صلّى الغداة يدخل على أزواجه امرأة امرأة ،
وكان قد أهديت لحفصة بنت عمر بن الخطّاب عكّة [١] من عسل ، وكانت إذا دخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مسلّما حبسته وسقته منها. وإنّ عائشة أنكرت احتباسه
عندها ، فقالت لجويرية حبشيّة عندها : إذا دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على حفصة فادخلي عليها ، فانظري ماذا تصنع. فأخبرتها
الخبر وشأن العسل. فغارت عائشة وأرسلت إلى صواحبها فأخبرتهنّ ، وقالت : إذا دخل
عليكنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلن : إنّا نجد منك ريح المغافير ، وهو صمغ العرفط [٢] كريه الرائحة.
وكان رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم يكره ويشقّ عليه أن يوجد منه ريح غير طيّبة ، لأنّه
يأتيه الملك.
قال : فدخل
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على سودة. قالت : فما أردت أن أقول ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ إنّي فرقت من عائشة فقلت : يا رسول الله ما هذه
الريح الّتي أجدها منك ، أكلت المغافير؟ فقال : لا ، ولكن حفصة سقتني عسلا. ثمّ
دخل على امرأة امرأة ، وهنّ يقلن له ذلك.
ثمّ دخل على
عائشة ، فأخذت بأنفها. فقال لها : ما شأنك؟ قالت : أجد ريح