مضاعفا. وهذا كما أنّ الرجل يعطى المال الكثير ، فيقول مستعجبا : أكلّ هذا
المال لي؟ وهو يعلم أنّ ذلك كلّه له. ويحتمل أن يكون ذلك من كلام الله لتقرير قوله
، والإشارة إلى ما هم عليه من النعمة والخلود والأمن من العذاب.
(لِمِثْلِ هذا) أي : لنيل مثل هذا الفوز والفلاح (فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) فيجب أن يعمل العاملون في دار التكليف ، لا للحظوظ
الدنيويّة المشوبة بالآلام السريعة الانصرام. وهو أيضا يحتمل أن يكون من كلامهم
ومن كلام الله.
ثمّ عاد سبحانه
إلى ذكر الرزق المعلوم ، فقال : (أَذلِكَ) أي : ذلك الرزق المعلوم في الجنّة (خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) أي : شجرة ثمرها نزل أهل النار. والهمزة لإنكار التسوية
بينهما وتوبيخ الكفرة ، فإنّ من المعلوم أن لا خير في شجر الزّقّوم. فلمّا كان
المؤمنون اختاروا ما أدّى إلى الرزق المعلوم ، والكافرون اختاروا