(لا
فِيها غَوْلٌ) غائلة ، كالخمار [٣] والمرارة ، كما في خمر الدنيا. من : غاله يغوله إذا
أفسده. ومنه الغول في تكاذيب العرب. وفي أمثالهم : الغضب غول الحلم.
(وَلا هُمْ عَنْها
يُنْزَفُونَ) يسكرون. من : نزف الشارب إذا ذهب عقله. ويقال للسكران :
نزيف ومنزوف. أفرده بالنفي ، وعطفه على ما يعمّه ، لأنّه من عظم فساده كأنّه جنس
برأسه.
وقرأ حمزة
والكسائي بكسر الزاي ، وتابعهما عاصم على البناء للفاعل في الواقعة [٤]. من : أنزف
الشارب ، إذا نفد عقله أو شرابه. ومعناه : صار ذا نزف. وأصله للنفاد. يقال : نزف
المطعون إذا خرج دمه كلّه. ونزحت البركة حتّى نزفتها ، إذا لم تترك فيها ماء.
وعن ابن عبّاس
: معناه : ولا هم فيها يبولون. ثمّ قال : وفي الخمر أربع خصال : السكر ، والصداع ،
والقيء ، والبول. فنزّه الله سبحانه خمر الجنّة عن هذه الخصال.
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ
الطَّرْفِ) قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ ، فلا يرون غيرهم بسبب
حبّهنّ إيّاهم. وقيل : لا يفتحن أعينهنّ دلالا وغنجا (عِينٌ) واسعات العيون. جمع عيناء. (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) شبّههنّ ببيض النعام ـ الّذي تكنّه