كانُوا
إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ) عن قبول كلمة التوحيد ، أو على من يدعوهم إليه (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا
لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ) يعنون محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فردّ الله
عليهم هذا القول بقوله : (بَلْ جاءَ بِالْحَقِ) أي : ليس بشاعر ولا مجنون ، ولكنّه أتى بالتوحيد الّذي
هو حقّ قام به البرهان (وَصَدَّقَ
الْمُرْسَلِينَ) بل أتى بمثل ما أتوا به من الدعاء إلى التوحيد.
ثمّ خاطب
الكفّار فقال : (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا
الْعَذابِ الْأَلِيمِ) بالإشراك وتكذيب الرسل. ولمّا كان لقائل أن يقول : كيف
يليق بالرحيم الكريم المتعالي عن النفع والضرّ أن يعذّب عبيده؟ فقال : (وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ) أي : مثل ما عملتم وعلى قدره (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) الّذين أخلصوا العبادة لله ، وأطاعوه في كلّ ما أمرهم
به ، فإنّهم لا يذوقون العذاب ، وإنّما ينالون الثواب. وهذا استثناء منقطع ، إلّا
أن يكون الضمير في «تجزون» لجميع المكلّفين ، فيكون استثناؤهم عنه