ثمّ خاطب نبيّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : (فَاسْتَفْتِهِمْ) فاستخبرهم وسلهم سؤال تقرير. والضمير لمشركي مكّة ، أو
لبني آدم. (أَهُمْ أَشَدُّ
خَلْقاً) أحكم صنعا وأقواه. من قولهم : شديد الخلق ، وفي خلقه
شدّة. أو أصعبه وأشقّه. (أَمْ مَنْ خَلَقْنا) يعني : ما ذكر من الملائكة ، والسماء ، والأرض ، وما
بينهما ، والمشارق ، والكواكب ، والشهب الثواقب.
و «من» لتغليب
العقلاء. ويدلّ عليه ذكر الفاء المعقّبة من بعد عدّ هذه الأشياء. وقوله : (أَمْ مَنْ خَلَقْنا) مطلقا من غير تقييد بالبيان ، اكتفاء ببيان ما تقدّمه.
كأنّه قال : خلقنا كذا وكذا من عجائب الخلق وبدائعه ، فاستفتهم أهم أشدّ خلقا أم
الّذي خلقناه من ذلك؟ وقوله : (إِنَّا خَلَقْناهُمْ
مِنْ طِينٍ لازِبٍ) فإنّه الفارق بينهم وبينها ، لا بينهم وبين من قبلهم ،
كعاد وثمود. ولأنّ المراد إثبات المعاد ، وردّ استحالتهم إيّاه. والأمر