وقيل : الضمير
للقرآن ، أي : وما يصحّ للقرآن أن يكون شعرا.
(إِنْ هُوَ إِلَّا
ذِكْرٌ) عظة وإرشاد من الله (وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) وكتاب سماويّ يتلى في المعابد ، ظاهر أنّه ليس كلام
البشر ، لما فيه من الإعجاز.
(لِيُنْذِرَ) القرآن أو الرسول من معاصي الله. ويؤيّده قراءة نافع
وابن عامر ويعقوب بالتاء. (مَنْ كانَ حَيًّا) عاقلا متأمّلا ، فإنّ الغافل كالميّت. أو مؤمنا في علم
الله ، فإنّ الحياة الأبديّة بالإيمان. وتخصيص الإنذار بمن كان حيّا ، لأنّه
المنتفع به.
(وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) وتجب كلمة العذاب (عَلَى الْكافِرِينَ) المصرّين على الكفر.
وجعلهم في
مقابلة من كان حيّا ، إشعار بأنّهم لكفرهم وعدم تأمّلهم أموات في الحقيقة.
ثمّ عاد الكلام
إلى ذكر الأدّلة على التوحيد ، فقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) ممّا تولّينا إحداثه ، ولم يقدر على إحداثه غيرنا. وذكر
الأيدي وإسناد العمل إليها ، استعارة تفيد مبالغة في الاختصاص والتفرّد بالإحداث ،
كقول الواحد منّا : عملت هذا بيدي ، أي : انفردت فيه من غير إعانة معين.