ثمّ ذكر سبحانه
أهل النار ، فقال : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ) وانفردوا اليوم عن المؤمنين (أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) معاشر العصاة. وذلك حين يسار بهم إلى الجنّة. ونحوه
قوله : (وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ)[١].
وقيل : اعتزلوا
من كلّ خير. أو تفرّقوا في النار ، فإنّ لكلّ كافر بيتا ينفرد به ، لا يرى ولا
يرى.
ثمّ خصّهم
سبحانه بالتوبيخ ، فقال : (أَلَمْ أَعْهَدْ
إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) تقريعا لهم ، وإلزاما للحجّة. وعهده إليهم ما نصب لهم
من الحجج العقليّة والسمعيّة ، الآمرة بعبادته ، الزاجرة عن عبادة غيره. وجعلها
عبادة الشيطان لأنّه الآمر بها والمزيّن لها (إِنَّهُ لَكُمْ
عَدُوٌّ مُبِينٌ) ظاهر عداوته ، فإنّه يدعوكم إلى ما فيه هلاكك.